السياسة الإعلامية وآليات مواجهة التطرف

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2023-10-23 11:13:54

 م.د. محمد جبار زغير
قسم دراسات التطرف العنيف
مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية
[email protected]
          
تحكم السياسة الإعلامية في العراق مجموعة من القواعد التي يرتكز عليها الإعلام الحكومي وغير الحكومي، وهي المبادئ العامة المتمثلة بالقيم الأخلاقية، والمجتمعية السائدة في المجتمع، فضلاً عن الخطاب العام للدولة، والتي يحرص عليها القائم بالاتصال لتحقيق أهداف المؤسسة، وتُعد جزءاً من السياسة العامة للمؤسسة الإعلامية.
     
وتتخذ السياسية الإعلامية في مواجهة التطرف والإرهاب، عدة أساليب، منها: أسلوب التكرار والملاحقة، وأسلوب تفنيد إدعاءات الجماعات المتطرفة، وأسلوب مواجهة التشويه والمبالغة، وأسلوب الإثارة العاطفية، وأسلوب إساءة استخدام الأسماء والمصطلحات، وأسلوب الارتباط الزائف في نقل المعلومات، وأسلوب توظيف الصور الذهنية، وأسلوب استمالة الجمهور.
إذ تشير الدراسات الاعلامية في العراق إلى استخدام الجماعات المتطرفة الكثير من المسارات الاتصالية لأغراض دعائية لإرسال خطابها المتطرف، فتحاول الجماعات المتطرفة التأثير في الرأي العام والترويج لأيديولوجيتها، من خلال مخاطبة  العقول ذات الاتجاهات المتطرفة أو اللجوء إلى أساليب الخداع والاحتيال لاستدراجهم في صفوفها متخذه من الدعاية ذريعة لنشر الأفكار ذات الطابع المتطرف.
وفي العراق، ومن ناحية الإجراءات العلمية المتخذة بشأن مواجهة التطرف، فقد حرص مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، على رفد المؤسسات الإعلامية الحكومية وغير الحكومية، من خلال المؤسسة القائمة على تنظيم الإعلام (هيئة الإعلام والاتصالات)، بمجموعة من المقترحات، ومنها:
1.    الاهتمام بالمناهج الدراسية في كليات الإعلام الحكومية والأهلية.
2.    تعزيز قيم الحوار ومبادئه وأخلاقياته لمواجهة التطرف.
3.    إن يعمل الإعلام على بناء صورة ذهنية لتكون جسر تواصلي ما بين الأمم سواء كانت عربية أو أجنبية.
4.    تحجيم الوسائل الإعلامية التي تبث خطاب الكراهية وإلغاء الاخر المختلف، والتحريض، والعنف، والارهاب.
5.    تأسيس منصة إعلامية الكترونية لمواجهة خطاب الكراهية، والعنف، والتطرف.
6.    تشجيع الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية على نشر قيم التسامح، والاعتدال، ونبذ العنف.
7.    تحجيم منصات التواصل الاجتماعي، التي تستعمل الكلمات المعنفة من أجل الاثارة والحصول على نسب متابعة ومشاهدة، دون رادع أو رقيب تحت غطاء حرية الرأي والتعبير، ولاسيما البث المباشر لمشاهد القتل، والعنف، والاعدام، والاثارة.
نستنتج مما تقدم أن تفعيل مسارات السياسة الإعلامية في العراق، ضروري في مواجهة التطرف العنيف عن طريق وسائل الإعلام، فهي تؤدي دوراً هاماً في تحصين أفراد المجتمع من الأفكار المتطرفة، وكذلك تعمل على بلورة الأفكار والاتجاهات لدى الجمهور وتعبئة الرأي العام في مواجهة خطاب الكراهية، فضلاً عن من الواجب أن تتوافق السياسة الإعلامية مع الرأي العام وتحصل على تأييده حتى تتمكن من الاستمرار، وان تختار اساليب ناجعة بغية الوصول إلى الأهداف المطلوبة، فالوسائل الإعلامية هي المؤسسات التي تنشر الثقافة والوعي للجماهير في جميع النواحي التربوية النابعة من ثقافة المجتمع، وتعمل على تحصينه وتمكينه من المعلومات الصحيحة.