التنمر الالكتروني وتأثيراته السلبية على المجتمع

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2023-08-29 14:05:31

يعد التنمرظاهرة  من الظواهر القديمة في تاريخ الحياة الانسانية بأختلاف  اسبابه واساليبه وفق متغيرات العصر وبيئتة المحيطة ، أما في عصرنا الحالي يعتبر التنمر الالكتروني شكلاً من اشكال العنف واساءة المعاملة او المضايقة بتوظيف اداوت التكنلوجيا وشبكة الانترنيت او أجهزة الاتصال ، في التهديد والابتزاز والاحراج ورسائل الكراهية والعنصرية ونشر المعلومات الشخصية والصور والفيديوهات الشخصية او المسربة .

ولا يخفى ان عصرنا هذا شهد توسعاً في البيئة الرقمية ، وتزايد في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف التطبيقات الالكترونية ، ليشمل جميع الفئات العمرية والاجتماعية من مختلف المستويات التعليمية والثقافية ، وبرزت عدة ظواهر مرتبطة بهذا التوسع ومنها ظاهرة التنمر الالكتروني ، التي تشير الى سلوك عدواني قائم على استخدام شبكة الانترنيت وإلحاق الاذى بالاخرين والاساءة لهم من خلال نشر او مشاركة محتوى سلبي وضار عن شخص ما كما يتضمن ايضا مشاركة وتبادل المعلومات الشخصية للأفراد بغرض تعريضهم للسوء والاهانة والاحراج  و التهديد بفضحهم ونشر صورهم من على وسائل التواصل الاكثر خطورة في هذا العالم الافتراضي .

إن ضحايا التنمر لم يعودو من الاطفال فقط بل ان الامر توسع ليشمل جميع فئاته العمرية والتعليمية في المجتمع وكلا الجنسين خاصة المرأة بل اصبح يطال جميع مؤسسات الدولة وكذلك الفنانين والمشاهير وحتى الكتاب والشعراء والادباء  الكل بات معرضا لحملات مزعجة تندرج تحت عنوان التنمر الإلكتروني اما أسباب واهداف التنمر الالكتروني تختلف من شخص الى اخر ويمكن أجمال محفزات وأهداف التنمر عبر الانترنيت بالنقاط التالية.

١- الغيرة وتعويض النقص عادة ما يلجأ المتنمرون الى الانترنيت كوسيلة لحل مشاكلهم في الحياة العملية والحقيقة  فقد يتعرض المتنمر بدوره الى التنمر واساءة المعاملة في حياته المهنية او في المدرسة او المنزل.

٢- عدم رؤية نتائج التنمر قد تكون ردة فعل الضحية سبباً من اسباب وقوف التنمر حيث يشعر المتنمر انه تسبب بأذى واضح لضحيته فيتوقف ويتراجع اما في التنمر الالكتروني يعتقد المتنمر انه يفعل شيء ممتع وربما مضحك دون ان يرى تأثيرها على الضحية.

٣- الضغط الاجتماعي واحد من اكثر اسباب التنمر تعقيدا وهو البحث عن الانتماء حيث يعمد المتنمرون الى التنمر واساءة المعاملة كنوع من الاستجابة للضغط الاجتماعي وتعزيز انتمائهم للمجموعة لانهم يعتقدون ان الاساءة للاخرين تعزز قيمتهم بين الجماعة التي ينتمون اليها .[1]

الخلاصة:

التنمر الالكتروني يقلص المعايير الاجتماعية التي تفرضها الحياة الواقعية ، ويقود الى ان التلميذ يتنمر على استاذة والابن  يتنمر على والده والفئات الاجتماعية المضطهدة تتنمر على الفئات الاخرى ، هناك البعض يستخدم التنمر الالكتروني كوسيلة للتسلية وهذا منطقي ما دام التنمر يمنحهم شعور اضافياً بالقوة والسلطة وخوفاً اقل من ردة فعل الطرف الاخر.

عواقب للتنمر الالكتروني وخيمة والتي يكون سببها الهوس المرضي والمهني والبطالة والفشل في الحياة المهنية ، وفي الحياة العامة وفي الدراسة من قبل المعتدين مما يجعلهم يتخذون من منصة الانترنيت مساحة للنقاش والاساءة والتعصب وعدم الاحترام تجاه الاخرين لعدم تجانس الآراء والسخرية وتبادل الفيديوهات والصور والمعلومات المسيئة والمهينة منا يترتب على ذلك ضحايا كثيرون يصبح لديهم اقل تقدير لذاتهم وزيادة التفكير في الانتحار وتنوع الاستجابات العاطفية كالخوف الدائم والاحباط والغضب والاكتئاب. [2]

وعليه يجب نشر الوعي بخطورة التنمر الالكتروني بين الافراد وخاصة الاطفال وأعداد البرامج التثقيفية التي توضح مفهوم التنمر وماهيته ، وتدريب الاطفال عن كيفية التعامل مع المتنمر وعدم التأثربافعالة ، كما يجب توعية الافراد عن كيفية استخدام الانترنيت وذلك عن طريق التحفظ على المعلومات والصور على مواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن متناول الجميع ، كذلك معرفة الطرق القانونية التي يستطيع من خلالها مقاضاة المتنمر الالكترونياً.

 

        الباحث

   مصطفى الغراوي

قسم الدراسات الاجتماعية