التخطيط والادارة في السلوك الجمعي

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2023-07-26 12:12:14

 

 

 الباحث : أحمد مزاحم هادي

 مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية

يهتم علم النفس بأدارة السلوك الجمعي و التجمعات المليونية والزيارات الدينية إذ يساعد إ دارة الحشود في فهم السلوك الجمعي وتأثير العوامل النفسية والاجتماعية، وكذلك يهتم بسلوك الأفراد وتفاعلهم في المجموعات، ويشمل ذلك الفهم العميق للعوامل النفسية التي تؤثر على سلوك الأفراد داخل المجموعات والتي ينبغي معرفتها لإدارة الحشود بشكل فعال.

فعندما يجتمع عدد كبير من الأشخاص في مكان واحد، يمكن أن تتغير دينامياتهم السلوكية وتصبح غير متنبهة، يشعر الأفراد بالتأثير الجمعي والضغط الاجتماعي، ويمكن أن يتعرضوا لتأثير الاندفاع والتهور.

وذكر الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون "أن الفرد يتحرك بشكل واعِ، اما الجمهور فيتحرك بشكل لاواعي"، ذلك يعني أن الوعي فردي واللاوعي جماعي، وقد يكون الفرد مثقفاً ومتحضراً لكنه وسط الجموع قد يصبح بربرياً.

والعوامل المباشرة التي تساهم في تكوين آراء الجماهير ويمكن أن تكون متعددة الاشكال مثل الصور، والكلمات، والعبارات أو (الشعارات)، والأوهام، حيث تنتشر الافكار والعواطف بسرعة وعلى نحو غير متوقع خلال عملية العدوى الفكرية.

ويلعب علم النفس دوراً حيوياً في إدارة الحشود، فهو يساعد في فهم سلوك الناس وطرق التفاعل معها، ويمكن تطبيق علم النفس في إدارة الحشود عند تنظيم الفعاليات كالتظاهرات السلمية، والحملات الانتخابية، والأحداث الرياضية، والدينية، والثقافية، كما يمكن استخدامه في العمليات العسكرية، والإغاثية، والتطوير السياسي والاجتماعي، ويستخدم في تصميم البيئة لإدارة تدفق الحشود وتحسين سلوكها، وتنظيم الحشود وتوجيه حركة المرور لأن الطابور المنظم يخلق إحساسًا بالنظام بين الحاضرين وهي إحدى الطرق المتقدمة والفعالة للتحكم في حجم الحشود والحفاظ على السلامة الجمهور.

ويمكن استخدام تصميم الممرات والمداخل والمخارج لتسهيل حركة الحشود بشكل سلس وتقليل التكدس والازدحام, كما معمول به في ملاعب كرة القدم عند اوقات الطوارء.

يتم تحليل سلوك الحشود وتوجيه التصميم البيئي لتحقيق أقصى قدر من السلامة والفاعلية والتفكير في مبادئ الاتصال والتواصل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مفاهيم علم النفس مثل القيادة والتأثير الاجتماعي في إدارة الحشود، ففهم كيفية تأثير القادة على الحشود وتوجيه سلوكهم.

إضافة إلى ما تم ذكره، تعد مهارة استخدام علم النفس في إدارة الحشود من المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها المدير الناجح، إذ يمكن لهذه المهارة أن تساعد في توفير الأمن والأمان للجميع وتحقيق هدف المجموعة بشكل أسرع وأكثر فعالية، وبشكل عام، يمكن القول أن علم النفس في إدارة الحشود يهدف إلى تحسين العمليات التي يتم تنظيمها داخل المجموعات والحفاظ على السلامة والأمن للأفراد. وعندما يتم تطبيق هذه المهارات بطريقة فعالة وبناءة، يمكن تحقيق نتائج إيجابية في النهاية وتحقيق الأهداف المحددة بشكل أفضل.

ويمكن لدخول علم النفس في إدارة الحشود أن يكون مفيدًا لمجموعة واسعة من التطبيقات والمجالات، بما في ذلك الأعمال التجارية والمؤسسات الحكومية والمنظمات غير الربحية، وكذلك المجالات الرياضية والثقافية والتعليمية، كما يمكن استخدام هذه المهارات في العديد من المجالات الأخرى حيث يتم تنظيم المجموعات والتوجيه الاجتماعي والنفسي، والتركيز على تعزيز المناخ الإيجابي داخل المجموعة وتحسين العلاقات والتواصل بين الأعضاء، وفهم الاتصال اللفظي وغير اللفظي وكيفية استخدام اللغة الجسدية والتواصل بشكل فعال داخل المجموعة، وتحليل سلوك الأفراد داخل المجموعة وإدارة السلوكيات غير الصحية والمعادية. وكذلك التعامل مع الضغوطات والتحديات التي يمكن أن تواجه المجموعة بشكل فعال، وإيجاد الحلول الفعالة لهذه المشكلات، وتطبيق التقنيات الحديثة في إدارة الحشود، كالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتوفير التحليلات الدقيقة والنتائج الإيجابية، والاهتمام بالتنوع وقبول الاختلافات الثقافية وغيرها وتحقيق التعاون الفعال داخل المجموعة، وفهم الديناميات الاجتماعية والنفسية داخل المجموعة وكيفية توجيهها بشكل إيجابي، فالافراد وسط الحشود لاتتوفر لديهم معايير واضحة اذ يكون انتباههم موجهاً الى سلوك الافراد المميزين. وبشكل عام يمكن القول ان علم النفس في ادارة الحشود يهدف الى تحسين العمليات التي يتم من خلال فهم السلوك وتنظيمها داخل المجموعات والحفاظ على سلامة الافراد والممتلكات.