الاعلام والارهاب ثنائية العلاقة ومسارات التحصين

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2023-07-18 11:39:22

       الباحث

 مصطفى الغراوي

يؤدي الاعلام دوراً هاماً في توجهات الرأي العام وتأثيرة بصياغتة ومواقفه وسلوكياته عن طريق الاخبار والبرامج والمعلومات التي تزوده به مختلف  وسائل الإعلام.إذ ان الشخص يمكنه ان  يكون موقف أو فكرة معينة لديه عبر المعلومات التي يتم توفيرها له، وأن أهمية الإعلام لا تتوقف فقط على نقل الاحداث وانما ايضاً في كيفية استعماله وتوظيفه بشكل يراعي ظروف المجتمع من الناحية الثقافية والعقائدية والفكرية وربما هذ ما يفتقده الكثير من وسائل الإعلام في الوقت الحاضر، الامر الذي يساعد في تطوير وتدفق الدماء في شرايين احد ابرز المشكلات الاجتماعية والسياسية والعقائدية في المجتمع الا وهو الارهاب.

لقد اصبحت ظاهرة الارهاب تحضى باهتمام الشعوب لما لها من اثار سلبية على المجتمعات بعد ان اتضح اننا امام ظاهرة اجرامية خطيرة ومنظمة تهدف الى خلق الفوضى والخوف باقسى أنواع العنف ضد الأفراد والمجتمع وحتى الممتلكات، وامعانا في خلق الفوضى والترويع واتاحة المجال للشائعات المغرضة التي تثير خوف الناس يلجأ الارهابيون الى مختلف وسائل الاعلام ، لتسويق اهدافهم وتوظيفها في نشر افكارهم وفي تضليل الاجهزة الامنية بهدف السيطرة فكرياً وايديلوجياًعلى الـجمهور.

ان الحملات الإعلامية للأرهابيين تساهم في اتمام عملياتهم الارهابية . إذ أنهم يرون أن التغطية الاعلاية لجرائمهم معيار هاما لقياس مدى نجاحهم لدرجة انهم يعتبرون ان العملية التي لا يوجد فيها تغطية إعلامية تعد فاشلة. وأنهم قد يحجمون عن تنفيذ عملياتهم اذا علموا مسبقا أنه لا ترافقهم التغطية إلاعلامية التي من شانها كشف حجم الخسائر الذي لحقت بالافراد والمجتمع والمؤسسات.

الإعلام الوطني يقوم في بعض الاحيان بقصد او بدون قصد بالترويج للارهاب واعطائه هالة اعلامية لا يستحقها، لأن من الممكن أن يكون الإعلام والارهاب وجهان لعملة واحدة ويستفيدان من بعضهما، الارهابيين يحصلون على دعاية مجانية لاعمالهم والإعلام يستفيد مادياً لان التقارير التي تصدر عن هذا المجال تحصل على مشاهدات واسعة ، وبالتالي تزداد مبيعاتهم في اشارة الى قدرة الارهاب على تطويع الاعلام والاستفادة من الثورة الحاصلة في الاتصالات للترويج لأفكارهم ومحاولة كسب عقول الشباب وتجنيد البعض منهم ، كما حصل اثناء سقوط واحتلال بعض مناطق العراق بيد عصابات داعش الاجرامية الامر الذي يؤكد بأن الإعلام أصبح سلاحاً بيد الارهابيين الذين استخدموه  لتوجيه رسائل سلبية مباشرة على الافراد والمجتمع .

في وقتنا الحاضر تبث يومياً رسائل فكرية وعقائدية من قبل الارهابيين على منصات التواصل الاجتماعي الى القاطنين في مخيهم الهول السوري والمخيمات الاخرى في العراق، مفادها ان الحكومة العراقية والاجهزة الامنية  هي سبب ما انتم فيه الان ونحن قادمون لتحريركم من (الصفويين) في اشارة الى ان الارهابيين يعمدون ايضاً الى خوض حرب الافكار في محاربة الدولة والمجتمع.

لذلك لا بد من تفعيل الدور الاعلامي الذي تؤديه وسائل الإعلام بمختلف مجالاتها لمواجهة هذا الخطر بسبب قدرتها على الوصول السريع للجمهور وكذلك اقامة دورات توعوية لكافة فئات المجتمع وخاصة الشباب لتوفير الحصانة لهم من الناحية الفكرية والنفسية والتصدي لوسائل الاعلام ومنصات التواصل التي تمارس التحريض على العنف وتاثر على عقول الشباب لذلك وعلى وسائل الاعلام الامنية بث رسائل يوميا تحث المواطن على دعم ومساندة المنظومة الامنية من خلال التبليغ عن اي معلومة من شانها كشف خيوط الارهاب.