المخلفات الصامتة

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2023-06-20 19:37:06

في خضم التطور السريع الذي يشهده العالم في مجال الالكترونيات بمختلف صنوفها (هواتف نقالة ،حاسبات، اجهزة كهربائية وغيرها ) بات العراق يمثل احد اهم الاسواق المفتوحة والمستهلكة لهذه المنتوجات بالشكل الذي يمكن اعتباره احد البلدان( سريع تغيير الاستعمال ) ضمن هذا المجال بالتحديد وهذا بحد ذاته يحتاج الى استقراء ودراسة نفسية ومجتمعية لمعرفة اسباب و بوادر الملل لدى المجتمع العراقي وهنا تكمن المساءلة ( لابد لنا ان نبين الاسباب الحقيقية لتكوين تراكمات تلك المخلفات كون الامر اصبح كاشفا للشيء وليس منشأ له) وسنعرج عن هذه المساءلة في طروحات اخرى ذات صلة ولكن لنلقي نظرة عن ماهية المخلفات الصامتة؟

تتضمن بصورة عامة الى نفايات المعدات الكهربائية والالكترونية، مجموعة واسعة من الاجهزة الكهربائية والالكترونية التالفة والمهملة والتي عفا عليها الزمن مثل الهواتف المحمولة والاجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر والملحقات وأجهزة التلفزيون والثلاجات ومكيفات الهواء. وتنقسم إلى ستة أنواع رئيسية، وهي معدات التبريد والتجميد، والشاشات، والمصابيح، والمعدات الكهربائية الكبيرة، والمعدات الكهربائية الصغيرة، ومعدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصغيرة.

بعد هذا الايجاز يمكن لنا التخيل الى حجم تلك المخلفات مقارنة بعدم وجود اي تدوير او معالجة على ارض الواقع يمكن ان استعين بها في هذه المقالة لهذا استدعى الامر الى تسليط الضوء على هذا الجزء الصامت المترامي بالزيادة السريعة خاصة الى ان هذه النفايات المتراكمة أصبحت تمثل خطرا متزايدا على البيئة لما تحتويه من مواد ملوثة لكنها أيضا أصبح ينظر إليها كمصدر مهم للمعادن الثمينة ولمواد يمكن ان نستفاد منها بالشكل الذي يكف اذى الانسان على مكامن الموارد الطبيعية ويحفظ حقوق الاجيال فيها .

هناك العديد من السلبيات التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار

  • عدم توفر البحوث والدراسات في هذا المجال
  • عدم توفر بيانات واضحة او حقيقية لاحجامها وكمياتها
  • عدم توفر مراكز للفرز والتدوير بالشكل الذي يحقق اكثر من مكسب (القضاء على البطالة ، وتدوير المواد المفيدة وحماية البيئة  )
  • عدم وجود استثمارات حقيقية مطبقة على ارض الواقع في هذا المجال واصبح اهمال الموضوع وعدم الركون اليه واضحا
  • عدم وجود موائمة مع الجهات العالمية والتي نجحت في هذا المجال بالشكل الذي يختصر الطريق اذا توفرت جميع المعطيات لتحقيق الادارة السليمة لتلك المخلفات
  • عدم وضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ لمعالجة هذا النوع من المخلفات
  • عدم وجود الوعي المجتمعي الكافي للتحول في سياسة العراق الاقتصادية ثقافة الاقتصاد في الاستهلاك قبل ثقافة الاستيراد

واسباب اخرى لا مجال لسردها هنا، اما التوصيات والمعالجات فيمكن ان تتحقق ببساطة شديدة فقط نحذف كلمة (عدم ) واستبدالها ب(ضرورة ) خلال وضع خارطة الطريق لوضع السياسة الشاملة لحل المشكلة وتداركها.