محكومي داعش اسباب التجنيد " واليات التأهيل

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2023-06-11 19:27:49

 

 الباحث

مصطفى الغراوي                           

قسم الدراسات الاجتماعية

    يواجه مجتمعنا الكثير من المخاطر، منها خطر الارهاب والذي طالت اثارة السلبية الانسان والعمران ، ويسعى الكثير من الباحثين لفهم وتفسير السلوك الارهابي لما له من أهمية في رسم السياسات الموضوعية  للـحيلولة دونه او لمكافحة هذا الخطر وتعمد معظم الجماعات الارهابية عبر التاريخ الى انتهاج الحقد والكراهية  للجماعات الاخرى ، فحسب وجهة نظرهم يضعون الاخرين خارج نطاق منظومتهم  الاخلاقية وبعيداً عن دائرة العدالة المعترف بها او المــــشروعة بالنسبة لـــــهم ، ولديهم تصور بأنهم وحدهم على حق وصواب تحت ذريعة تفسيرات وتأويلات عديدة الامر الذي يــــضـــــاعف من الــــــفجوة بين الافراد والادهى من ذلك انهاء وجود الاخرين وقتلهم .

ومن خلال زيارة الباحث للسجون التي يحتجز فيها المحكومين بتهم الارهاب الذين بلغ عددهم (19341)الف سجين موزعين في سجن التاجي المركزي وبلغ عددهم (8498) الف سجين وسجن الناصرية المركزي وبلغ عددهم(10843) الف سجين وحواره مع القائمين على ادارة السجون واطلاعه على بعض مذكرات الارهابيين التي احتفظت بها ادارة السجن بعد مغادرتهم السجن اعداما او اطلاق سراحهم وجد ان سلوكهم الاجتماعي يتسم بالانطوائية والكتمان والانغلاق مع بعضهم وعدم الانفتاح على المختلفين معهم فكرياً وعقائديا ويرفضون الكلام مع السجانين بل وحتى يتجنبون النظر اليهم ويعتبرونهم خارج مجموعتهم وانهم كفار و لديهم رفض لكل من هو خارج ايديولوجيتهم حتى وان كان من ديانتهم ومذهبهم نفسه حتى وصل الامر الى  قتل كل من يشكون بولائه لإدارة السجن او تخليه عن عقيدتهم.

 

أن الجهل والامية تسود مجتمع الارهابيون اذ كانت نسبة الاميين بيهم (7%)  ونسبة من يقرأ ويكتب بمستوى ابتدائية تشكل(75%) منهم، فيما كانت نسبة الحاصلين على الشهادة الثانوية( 20%) وخريجي البكلوريوس(6%) ومن هذه الارقام نستدل على ان المستوى التعليمي المنخفض لعبت دوراً في استقطاب الشباب الى تنظيم داعش ومن ثم تمرير افكارهم على العقول البسيطة الغير متعلمة دينياً ومعرفياً

 

وان نسبة تعاطي المخدرات لديهم(22%)  حيث  كانت تعاطي المخدرات وسيلة لدفعهم بالقيام بالعمليات الانتحارية وكذلك لتمويل داعش المالي و جميع هؤلاء المحكومين يستعملون فيما بينهم كنياتهم التنظيمية بدل اسمائهم الحقيقية (مثلا ابو حذيفة، وابو قتادة البغدادي، وابو مسلم ... الخ) وهذه من اساليب التخفي عن الاجهزة الامنية والتخلص من الملاحقة كون اسمائهم الحقيقية غير معروفة عند اعظاء التنظيم الذين يـــلقــــى القبض عليهم وهــــــذا يــــــــؤشر مدى تـــــــمسكهم بسلوكهمم وفـــــــكرهم الارهابــــي

 

وعلية يتوجب تكليف باحثين متخصصين لأعداد برامج اعادة تأهيل الارهابيين في السجون  بما يتسق مع ثقافتنا المحلية في العراق وبهدف تفتيت الكراهية والحقد من سلوكهم وافكارهم ومشاعرهم، وذلك من خلال وضع أليات تعليم هولاء المعتقلين لبعض المهن وضمان  توفير فرصة عمل لهم بعدا انتهاء محكوميتهم وكذلك تاهيلهم علميا واكمال الدراسة في دورات داخل السجون قبل اطلاق سراحهم.