سايكولوجية العنف

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2023-05-23 14:39:22

الباحث: احمد مزاحم هادي

العنف هو تعبير عن استخدام القوة ضد أي شيء آخر بصورة متعمدة أو غير متعمدة, نتيجة الشعور بالألم بسبب ما تعرض له من أذى,  ويمكن عدٌه نتاجاً مشوهاً لأفكار مثالية جعلت مرتكبها يظن أنه بهذا الفعل سيخلق عالماً أفضلَ, ويقول الفيلسوف والباحث البريطاني ويلسون: أن أسوأ أنواع الجرائم لا يرتكبها الحمقى وإنما يرتكبها إنسان متحضر ذكي وفّر مبرراتٍ ودوافع كافية.

وللعنف صور كثيرة تبدو مختلفة، بدايةً من مجرد إحداث الاذى بين شخصين كأن يكون اذى بدني أو نفسي أو جنسي... إلخ , وانتهاءً بالحرب والإبادة الجماعية التي يموت فيها ملايين الأفراد.

وقد يكون السلوك العدواني استجابة انفعالية للمواقف الحياتية، ولا سيما المحبطة منها، اذ يربط السلوك العدواني للفرد بمواقف حياته اليومية, وأن الإنسان ليس بذلك الكائن الطيب كما نرى, اذ تتحكم به الغرائز التي تظل مخفية أمامنا دائماً, والإنسان يسعى إلى تلبية حاجاته العدوانيّة على حساب الاخرين.

يعدُ العنف الاجتماعي إحد النتائج المحتملة للنزاع والحروب الاهلية والانقسامات وعدم المساواة والظلم, وعدم الرضا عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الراهنة.

يمكن أن يؤدي الفقر والبطالة وانعدام العدالة إلى زيادة المشاعر السلبية والغضب لدى الأفراد، مما يزيد من احتمالية ارتكاب العنف, وهي نتاج طبيعي لتقلبات الانظمة الحاكمة والتقلبات الاجتماعية التي تحدث في مختلف العالم جراء التطور التكنولوجي او الهندسة الاجتماعية ونقصد بها الحملات الاعلامية المنظمة ,  ويكون مردودها سلبي بخسائر بشرية ومادية، فضلاً عن المشكلات النفسية التي تترك أثرها على المجتمع، وكذلك نسف الأمن والسلم المجتمعي، وضياع فرص التنمية, وتمزيق النسيج الاجتماعي اذ يسودها فقدان الاستقرار والاضطرابات الثقافية, وتؤثر بشكل أو بآخر على القيم الاجتماعيـة التي تحكم السلوك, من أعمال تخريب ونهب للممتلكات العامة والخاصة، وتعريض الأشخاص للإصابات الجسدية والنفسية.

ولمكافحة العنف الاجتماعي، يجب تقديم حلول شاملة للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على المجتمع, وتعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة، وتوفير فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة، وتحسين نظام العدالة الجنائية لضمان حماية المواطنين وتطبيق القانون بشكل عادل, فضلاً عن تعزيز الحوار والتواصل بين جميع الأطراف في المجتمع وتشجيع الحوار البناء والحوار المثمر للتوصل إلى حلول تلبي احتياجات المجتمع, وتوفير المنصات التي يمكن من خلالها إجراء حوارات بناءة وجهاً لوجه، والتي تهدف إلى تعزيز الفهم المتبادل والتوافق.

بالتأسيس على ماسبق نستطيع القول, انه يجب أن يكون الحوار مفتوحاً وشفافاً، ويجب أن يستمع كل فرد في المجتمع إلى وجهات نظر الآخرين ويعترف بحقوقهم, وإنشاء مشاريع تعاونية وتحفيز التبادلات الثقافية والاقتصادية بين المجتمعات, والتركيز على التنمية المجتمعية وتعزيز مستوى المعيشة للأفراد في المجتمع, وإطلاق مبادرات تشجع الناس على التعاون والتفاهم, وتعظيم العدالة, والمساواة، وذلك يمكن تحقيقه من خلال إطلاق مبادرات تهدف إلى تقليل الفوارق الاجتماعية, والسعي نحو تحقيق الوازع الديني في المجتمع، وتقويته لدى الأطفال منذ الصغر على وجه الخصوص.

يمكن أن تؤدي وسائل الإعلام دوراً هاماً في اشاعة الحوار وتوجيه الانتباه إلى المشكلات الاجتماعية والتوعية والتعايش السلمي في المجتمع, ومن المهم أن تتخذ الحكومات والمنظمات المجتمعية والأفراد إجراءات لتعزيز التماسك الاجتماعي بعد الاضطرابات.