الــمتـطـرفـون صـور مـشـوهـة في مـتحـف الـدمـى المـحنطـة

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2022-03-13 10:23:54

الباحث / محمد عباس اللامي

اختلف المفكرون، والفلاسفة في وضع تعريف محدد للرمز، إذ: لم يتوصل علماء الأنثروبولوجيا إلى تعريف دقيق لكلمة رمز، أو الرمزية، وبما يحقق قبولاً لدى الجميع ، فهم يقبلون هذه العبارة على علاتها ، وغالباً ما يكتفون بتوضيح العلاقة بين الرمز، والفكرة التي يرمز إليها .
إذ يعد الرمز من أكثر المفاهيم استخداماً في السياسة والاقتصاد و الأدب ، والثقافة على الإطلاق ، وقد اتخذ الرمز منحى خاصاً حتى إن هذا المصطلح (الرمز) استخدِم في العديد من المجالات الحياتية المختلِفة بهدف الدلالة ؛ ومن ثم ارتباطه بدلالات مختلفة عدة تتناول كل أنواع الثقافة عبر تراتب الزمان ، وباختلاف المكان ، هذه الإحالات منحت الرموز ، والعلامات خاصية  التحول في حضورها ؛ لتبدو كإشارات بصريَّة ذات معنى ، وتمتلك دوراً في تحديد الفكرة ، وهو ما يُحِيلنا إلى تجارب عدة تتناول المقدس كرمز واقعي لمحاكاة الإنسانية ، أو لتفسير الفكرة ، والمعاناة ، أو لنقد واقع كامل بكل تأويلاته المتناقضة، ولاسيما مع الإشكاليات الحضارية، والآيديولوجية بنزعتها الوجودية لكل مردودات الثقافة الإنسانية بأبعادها السياسية، والاجتماعية التي أنتجت لنا دمى محنطة تختلق عدو وهمي وتمنحه كفة القوة الغالبة ليخدعو أنفسهم وشعوبهم إن تتطلب الأمر، وتحويل الافراد الى دمى في مسرح الحياة ، فهم يتصفون بالتطرف ويدعون للعنف ، الذي يصفة الفيسلوف والناقد الفرنسي جاك دريدا بأنه عرض من أعراض الاعتلال الذاتي المناعة ، يهدد كلاً من : حياة الديمقراطية التشاركية والنظام القانوني الذي يصادق عليها ، وإمكانية ذلك الانفصال الحدي سواء كان على صعيد الابعاد الدينية والعلمانية ، التطرف في نظره هو عرض من أعراض الاعتلال الذاتي ، تؤدي شروط المناعة لهذا الاعتلال إلى الموت التلقائي للجهاز الدفاعي الذي من شأنه حماية النظام العضوي من العدوان الخارجي انطلاقاً من وجهة النظر هذه ذات التحلليلات السوداوية ينصح دريدا بالمضي قدماً بصبر وتؤدة في البحث عن العلاج .
 وهذا ما يدعونا الى مراجعة اداء مؤسساتنا سواء كانت تربوية او تعليمية ، أضافة الى المؤسسات الحكومية التي تعنى بالشباب والثقافة كونها تسهم بشكل مباشر في استئصال الافكار المتطرفة ، وتفعيل الشخصيات الاجتماعية المرنة لتنمية الوعي الاجتماعي وقاية من التطرف العنيف المفضي للإرهاب المبني .