ظاهرة التنمر وتأثيرها على المجتمع

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2021-08-08 13:32:01

 

عبير حامد طالب

قسم دراسات التطرف العنيف

تعد ظاهرة التنمر من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في المجتمع ، ولحد الآن لا يوجد تعريف واضح للتنمر ، إلا ان عدد من الدراسات والبحوث تُجمع على عدة نقاط وتنطلق منها في تعريفه ، فالتنمر يعد ظاهرة نفسية مرضية تتسم بحالة عدوانية وغير مرغوب بها تنطوي على ممارسة العنف ، والسلوك العدواني من الشخص المتنمر او مجموعة أفراد نحو غيرهم ، وتنتشرهذه الظاهرة بشكل كبير بين طلبة المدارس ، وبتقييم هذه الظاهرة يتبين سلوكياتها تتصف بالتكرار ، بمعنى انها قد تقع أكثر من مرة ، كما أنها تعبر عن إفتراض وجود إختلال في تباين مستوى القوة والقدرة بين الاشخاص .

وكما عرفّه الباحث النرويجي ( دان أولويس ) على إنه تعرض شخص بشكل متكرر وعلى مدار الوقت الى الافعال السلبية من جانب واحد أو أكثر من الاشخاص الآخرين .

وهناك علامات عديدة تظهر مع الفرد المتنمر ومنها إنسحاب الفرد بشكل متكرر من الانشطة المفضلة لديه وتراجعه بالعمل وإبتعاده عن الآخرين أو أي تجمعات وإهمال شكله الخارجي ومظهره العام ويسعى الفرد بالهروب من  الواقع الذي يعيشه ، وكذلك يعاني الفرد دائما من حالة من العصبية والغضب ومن صداع وآلام المعدة وحالات من الخوف والذعر والقلق الدائم وقلة النوم او النوم بكثرة ، وكما يعاني من فقدان الشهية او زيادتها مما يؤدي الى إيذاء نفسه ، حيث تظهر بعض الكدمات الجروح .

ومن أسباب التنمر يعيش الفرد ظروفاً أسرية أو مادية او إجتماعية او يتأثر بالاعلام أو قد يعاني من مرض عضوي ما او نقص ما في الشكل الخارجي ، والتي قد تؤدي هذه العوامل في النهاية إلى ان يعاني الفرد من مسببات منها إظطراب الشخصية ونقص تقدير الذات ، والادمان على السلوكيات العدوانية والامراض النفسية والاكتئاب .

وللتنمر آثار سابية على الفرد والمجتمع ومنها ما يؤدي الى مشاكل نفسية ، وعاطفية ، وسلوكية لمدى طويل كالاكتئاب ن والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق ، وقد يلجأ الفرد المتنمرالى السلوك العدواني نتيجة التنمر، فقد يتحول مع الوقت الى شخص متنمر او إنسان عنيف ، والفرد يزداد إنسحابه من الانشطة الاجتماعية التي تحصل في العائلة او المدرسة حيث يصبح أنساناً صامتاً ومنعزلاً .

كما يؤدي التنمر أحياناً الضحية للانتحار ، وللحد من ظاهرة التنمر ولغرض إحداث معالجة وتقليل من آثارها على الفرد والمجتمع يستوجب تقوية الوازع الديني والتقاليد والاعراف لدى الافراد وتعزيز عوامل الثقة بالنفس وقوة الشخصية لدى الفرد ، وعلى وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ان تتخذ سياسة بث برامج هادفة بعيدة عن العنف وإن تكون مؤطرة برسائل باعلناء المجتمع الصحي المتماسك ، وكذلك تنمية العلاقات الاجتماعية بين الافراد داخل الاسرة ومع المحيط البيئي للفرد بما يتناسب مع باب الحوار ولغة التسامح مع الحوار ، ومتابعة السلوكيات الخاطئة والتي تظهر داخل المجتمع والعمل على معالجتها ، وعلى الاسرة متابعة أبناؤهم وبشكل خاص عند تعاملهم مع وسائل التواصل الاجتماعي ، وإستثمار أوقات الفراغ بأنشطة وبرامج تثقيفية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع ، وإعطاء دور فعّال للمرشد الاجتماعي والنفسي في المؤسسات لمعالجة السلوكيات الغير صحيحة للافراد المتنمرين ، وعلى المجتمع متابعة حالات الافراد التي تظهر عليهم علامات التنمر بالتعامل معهم بنوع من الهدوء لتقليل من آثاره على الفرد والمجتمع وأيضاً على مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني إطلاق حملات توعية لكافة الاعمار حول السلوك والتنمر وأشكاله وطرق التعامل معه والوقاية منه وعلاجه .