إغتيالات البصرة ومؤشرات الخارج

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2020-08-31 07:35:13

                       
د. مثنى الغانمي
عضو مركز حمورابي للدراسات
استاذ الاعلام الدولي

من يقف وراء عمليات الاغتيال بحق ابناء مدينة البصرة؟ سؤال طالما شغل مساحات التفكير والتأمل لدى الرأي العام العراقي جراء ما شهدته المدينة مؤخرا من عمليات اغتيال صارت كعنوان شبه يومي في عناوين النشرات الاخبارية والاكثر من حيث نسب المشاهدات في مواقع التواصل الاجتماعي وكأن الدم العراقي اصبح ارخص سلعة على وجه المعمورة التي ضاقت بالعراقيين حلولا للخلاص من كمية الدمار وحجم الفساد الذي قتل الانسان قبل تدمير بناه التحتية وتراجع مستوى اغلب قطاعات الخدمة العامة ومنها ما في مدينة البصرة.
وفي الحقيقة أن الضحايا التي قضت بسلاح ونوايا مجهولة لم تك الاولى وآمل ان تكون الاخيرة ولكن لا اخفي سرا ان الشك يملؤني من ان تكون هذه الحوادث خاتمة احزان العراقيين والاسباب قد تبدو معروفة للجميع ما يدعوني لعدم الخوض بها إلا ان هناك مؤشرات باتت الاكبر حجما وخطورة وهي من تفرض نفسها في المسرح الامني ومنها:

١. إن استمرار وقوع حوادث القتل والاغتيال في البصرة يؤشر لمخطط اكبر من نفوذ جماعات محلية تطالها الاتهامات عادة دون اية ادلة.
٢. الاصرار على زعزعة الوضع الامني في الشارع البصري للتمهيد لادوار اكبر من السلطات المحلية في البصرة او في بغداد الاتحادية.
٣. استهداف شريحة الشباب من الناشطين او الصحفيين والشخصيات التي يشكل استهدافها رأيا عاما جمعيا يؤكد أن المنفذ لم تك نواياه الحقيقة تصفية هذه الشخصيات بقدر الافادة من وقوع عملية الاستهداف واثارتها لخلط الاوراق في الشارع البصري.
٤. اختلاق القصص والحوادث الوهمية عبر فيديوهات لحوادث وقعت في دول غير العراق وصور مفبركة لشخصيات يروج على انها صُفيت يثبت ان البصرة تمتلك ملفا كبيرة لدى تلك الجهات وما حوادث الاغتيال الا صفحة واحدة.
٥. موقع البصرة الجغرافي المطل على نقاط إستراتيجية(منافذ) رابطة بين العراق ودول عربية واسلامية ونافذة لبقية دول العالم يفتح الشهية للسيطرة بدعوى الاستثمارات الاجنبية.
٦. التمهيد لادوار غير عراقية للتحكم بادارة البصرة وتوجيه الراي العام البصري ازاء قضايا دون اخرى وبالاغلب تتمحور حول الخدمات الاساسية للمواطن من حيث الشكل وضد ضبط ايقاع المحافظة بالمجمل من حيث المضمون.
٧. تسليط الضوء اعلاميا على إداء وتوجيهات القيادة الامنية باطر سلبية وكأنها تغرد خارج سرب الواقع وطبيعة الازمة بالمدينة واخرها توجيهات وزير الداخلية عثمان الغانمي ومنحه مهلة اسبوع لالقاء القبض على المتهمين باخر حادثة قتل طالت ناشطة مدنية وسط البصرة.
٨. تزامن هذه الحوادث ضمن توقيتات متقاربة يؤكد نية ضغط الشارع البصري وحقنه بمزيد من الازمات والحوادث وتركه ليقرر مصيره بشكل عاطفي هائج قد يولد مزيدا من الضحايا والاضرار.

هذه المؤشرات يفترض ان تكون مرسومة لدى صانع القرار الامني وعليه ان يبادر مسرعا بإجراءات رادعة وضابطة وبغير ذلك سيطول الحديث سيما مع ما اكده عليه رئيس الوزراء العراقي ومن محل اقامته بواشنطن وهو ينفذ زيارة الى البيت الابيض ان بغداد عازمة على ازالة كل ما يعترض عمل الشركات الأمريكية بالعراق!!

وترتيبا على ذلك بت جازما من مسؤولية الحديث عن ازمة امنية حقيقية في البصرة قد تنتقل شرارتها الى محافظات اخرى قبل الولوج بحديث الشركات والحديث عن بيئة استثمارية تتمتع بمعايير واقعية والا سننهض من حفرة ونقع باخرى أكبر منها.