المعارضة بين الرفض والقبول

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2019-08-25 15:23:16

إن الانظمة الديمقراطية تعتمد على ركيزتين اساسيتين نظامها السياسي الذي يتمثل بالفريق الذي تشكله الحكومة, ويقابله فريق المعارضة المشكل, ولكلا الفريقين برامج ومهام برامج تهدف الى تطبيقها, فإستراتيجية الاحزاب مصارحة الجمهور في الحملات الانتخابية وحث المواطنين علي عدم مقاطعة الانتخابات وتجديد الثقة للكيانات المشاركة بالعملية السياسية التي تسعى الى الحصول على رئاسة الحكومة, والتي في جعبتها البرنامج الحكومي الذي يتم الحصول على اعلى نسبة من أصوات الناخبين على وفق ما ورد فيه من برامج ووعود وخطط, وهذا البرنامج يعتمد على ما عرض من اهداف ورؤى لبرامج سياسية واجتماعية وخدمية نادى بها الفريق الفائز الذي يسعى الى تطبيق برنامجه الحكومي.

اما الفريق الآخر فإنه يشكل حكومة ظل غايتها تصحيح مسار الحكومة التنفيذية او اسقاطها لتكوين حكومة بديلة.

هذه هي الآلية المتعارف عليها في اغلب دول العالم التي تتخذ من النظام البرلماني اساسا في ادارة الدولة, وافضل مثال لذلك المملكة المتحدة البريطانية, وعليه يمكن طرح الأسئلة التالية بعد سنوات من تقادم العملية السياسية الكل مشارك ومؤسس لنظام المحاصصة على اساس الهويات الفرعية دون ممارسة معارضة بناءة ضمن العملية السياسية, هل يمكن للديمقراطية العراقية ان تنتج فريقين حاكم ومعارض؟ والسؤال الثاني هل وصل المناخ السياسي الى مستوى الدول المتقدمة ديمقراطيآ بأنتاج فريق للمعارضة؟.

 لذلك بناء الدولة يحتاج الى إصلاح حقيقي لا بالخطابات والشعارات وانما السلوك والممارسات وطنية هي المعيار الحقيقي للآصلاح  وللحفاظ على الدولة وتحصينها من الفساد والممارسات المنحرفة وكذلك عدم التخريب الاقتصادي وبناء مجتمع واعي يساهم في نبذ العنف والتطرف وكذلك نبذ خطاب الكراهية.