هل هناك حرب قادمة بين الولايات المتحدة و أيران ؟

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2019-05-22 19:03:09

احمد كامل

قبل الخوض في التفاصيل علينا ان نأخذ لمحة بسيطة عن اسباب التوتر الحاصل بين الطرفين و كيف وصلت الامور لما هو عليه الآن ..

فى 8 مايو 2018 انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة أو ما عرف بالاتفاق النووى المبرم عام 2015 والذي يهدف إلى تحجيم أنشطة طهران النووية، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران، واتهمت التصريحات الأمريكية إيران بأنها تتحدث عن استخدام سلمي للطاقة النووية بينما تشير الممارسات إلى سعى طهران لامتلاك قنابل نووية واعتبرت أن الأنشطة الإيرانية مثيرة للقلق.

 

الانسحاب الأمريكى الذي جاء مفاجئا وسريعا بقرار من ترامب رغم تحفظ مستشاريه وضغوط حلفائه الأوربيين، كان شرارة لاشتعال نار التوتر وعودة تصريحات التهديد والحصار والعقوبات بين إيران الولايات المتحدة الامريكية.

 

اذن الصراع الامريكي الايراني ليس بالأمر الجديد لكن لا أحد منا ينكر ان الصراع في هذه الايام اخذ منحى مختلف وباتت الولايات المتحدة اكثر جدية بتعاملاتها مع الايرانين ، حتى انها قامت بإرسال حاملة طائرات و قاذفة قنابل الى الخليج و هذا دليل كاف على ان الامور باتت على المحك و قد تنذر بحرب قادمة ،  يقول مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتن بهذا الصدد : (ان بلادة تتصرف رداً على عدد من المؤشرات و التحذيرات المتصاعدة والمثيرة للقلق ! و يأتي ارسال السفن الحربية الى الخليج بعد ورود تقرير عن هجوم محتمل على القوات الامريكية ) واضافة بولتون :( (ان واشطن سوف ترد على اي هجوم  بقوة لا هوادة فيها )

 

هذا التصعيد يمكن ان يوصل رسالة للنظام الايراني بأن أي هجوم على المصالح الأمريكية او على حلفائها سيقابل برد قاسي.

 

على الجانب الآخر ردت ايران على لسان وزير خارجيتها  محمد جواد ظريف، قائلا: ( إن طهران لا تريد الصراع، وإنه لا يمكن لأي دولة أن تتوهم أن بوسعها مواجهة إيران).  واضافة ايضاً ( في الواقع أن ترامب قال رسميا وأكد مجددا أنه لا يريد الحرب لكن أشخاصا حوله يدفعون باتجاه الحرب بذريعة أنهم يريدون أن تكون أميركا أقوى في مواجهة إيران) تلك الردود الدبلوماسية من الجانبين قد لا تعطينا صورة واضحة عن طبيعة هذه الازمة و الى اي مدى يمكن ان تصل .

 

 لكن من وجه نظر الخبراء والباحثين تعتبر امكانية وقوع حرب بين الولايات المتحدة وايران امراً مستبعد و يعود ذلك لجملة من الأسباب .

 

 اهمها ان الولايات المتحده لا يمكن ان تعيد تجربة غزوها للعراق و الذي مازالت تعاني منه الى اليوم تلك الحرب التي كلفتها اكبر مديونية في التاريخ البشري تجاوزت 17 تريليون دولار ،فضلاً عن فشل المشروع الأمريكي في العراق على  الرغم من سنوات الاحتلال اضافة الى الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها قوات الأحتلال ، التي تترك انطباعاً سلبياً لدى المجتمع الأمريكي عن طبيعة الحروب التي لم يجني من ثمارها شي ، ويشكل المجتمع الامريكي ورقة ضغط لا ياستهان بها على الادارة الامريكيه.

 

أضافة الى ذلك ان الحرب سوف تقوم برفع أسعار النفط الى مستويات قياسية و هذا الأمر لن ترضى به آدارة ترامب التي سعت جاهدة من العام الماضي لهبوط الاسعار في الاسواق العالمية ، و تعد الولايات المتحدة اكبر مستهلك و مستورد للنفط الخام على مستوى العالم .

الامر الآخر الذي من المهم الاشاره الية ان النظام الأيراني يمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها و منظومة صواريخ متطورة يمكن أن تصل الى مديات بعيدة و اصابة اهداف بدقة عالية ، هذا الامر يشكل تهديداً كبيراً للمصالح الامريكية في الخليج العربي في حال حدوث حرب سوف تعتبر تلك المشاريع اهداف سهلة للنظام الايراني.

يبدو أن أدارة ترامب تسعى جاهدة من اليوم الذي استلمت فية السلطة على تعظيم الدور الأيراني في المنطقة و اشاعة الخوف في نفوس حكام الخليج من الخطر الايراني الذي يمكن ان يرميهم خارج الحكم ،وعلى هذا الأساس تصبح الولايات المتحدة الامريكية بمثابة سوق لتصريف الاسلحة التي تعود عليهم بمبالغ كبيرة .

 

هناك سؤال مهم، اذن اين يمكن ان تصنف ايران في او لويات واشنطن الإستراتيجية ؟

 

الولايات المتحدة لا تعد ايران اولوية إستراتيجية هناك اولويات اخرى اهم من خوض حرب مع ايران في هذا الوقت ، هناك قوى عظمى و خرى صاعدة على الولايات المتحدة تركيز جهودها و الحد من تناميها ، ربما الامر الذي يشكل تهديداً للولايات المتحدة و يجب الحد من خطورته هو دعم ايران للمقاتلين الشيعة في المنطقة و هذا الامر لا يدعو الى نشوء حرب بين الطرفين ،فيما يرجح الكثير من الخبراء ان احتواء طهران هو افضل شيء يمكن القيام به في الوقت الحالي ،ويمكن ان يكون هناك عقاب قاسي اذا ما تعرضت المصالح الامريكية الى تهديد جدي من قبل الإيرانيين لكن نشوب حرب هذا امر مستبعد.