مستقبل العلاقات الامريكية الصينية في عهد ترامب

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2019-03-19 20:37:09

م.م تمارا كاظم الأسدي

    بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الامريكية وتوليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية تغيرت كل الحقائق التي شكلت السياسة الخارجية الامريكية، اذ أصبح على ترامب مواجهة التفاصيل الجوهرية لإدارة العلاقات الدولية للولايات المتحدة، ويمكننا القول أن العلاقات الامريكية الصينية كانت موضع شك خلال حملة ترامب، لاسيّما ان السنة الأولى من ولايته تزامنت مع المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في خريف 2017، لذا يجب على ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الحفاظ على علاقة مستقرة بين الولايات المتحدة والصين هذا سيكون صعبا بسبب الخلافات المستمرة حول المطالب الإقليمية الصينية في بحر الصين الجنوبي والطموحات النووية لكوريا الشمالية، فضلاً عن ذلك يمكن أن تكون العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ضحية خلافات داخلية في الولايات المتحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين عارضوا ترشح ترامب سواء سرا، أو علناً لاسيمّا أن الصراعات التي طال أمدها في أوكرانيا وسورية تشير إلى احتمالية قيام حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، كما أن هناك نقطة صدام محتملة أخرى تتمثل في برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية فقد اتخذت الولايات المتحدة بالفعل تدابير لمنع كوريا من مهاجمتها من خلال أنظمة الدفاع الصاروخي المدعومة ويمكن لإدارة ترامب أن تستمر في هذه الجهود مع العمل العسكري لزيادة الضغط على الصين.

 وفي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تحاول إعادة توازن استراتيجيتها الجيوسياسية تجاه آسيا كانت الصين تؤكد حضورها في المبادرات الأمنية والتنمية الدولية بما في ذلك مشروع (حزام واحد، طريق واحد) والذي سيربط الاقتصاد الصيني مع بلدان اوراسيا وبالمثل فإن البنك الاسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي تقوده الصين والذي تراه الولايات المتحدة كأداة صينية لتحدي النظام الدولي الحالي الذي لا يزال يجذب الأعضاء البعيدين مثل كندا التي أنضمت اليه في أغسطس 2018 الامر الذي سيجعل المنافسة الخاسرة والصراع بين البلدين اكثر احتمالا ولتجنب هذا السيناريو على المدى القريب يجب على الولايات المتحدة والصين تشكيل فريق مشترك يتضمن كبار المسؤولين ذوي الخبرة وخبراء بارزين من كلا الجانبين ويمكن ان ترسم هذه المجموعة مسار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في عام  2019 وتقدم حلولا قبل وصول التوترات إلى مرحلة الغليان مع أطار دبلوماسي جديد للعلاقات الثنائية تتمكن من خلاله الولايات المتحدة والصين درء المواجهات الاستراتيجية، اما على المدى البعيد تحتاج الولايات المتحدة والصين الى حوار أعمق ورؤية مشتركة للنظام الدولي .

في حين أن هناك أمكانية كبيرة لحدوث الصراع بين الولايات المتحدة والصين في السنوات القادمة توجد أيضا مساحة لتحسين التعاون، أذ أن هناك الان حاجة ملحة إلى علاقة جديدة ذات أهمية أستراتيجية أكثر من أي وقت مضى نظراً للظروف العالمية المتغيرة والجغرافيا السياسية والإقليمية والتحديات الداخلية في كل من الولايات المتحدة والصين، لذا لابد على ترامب الان الاختيار بين التعاون والمواجهة كإطار لسياسة الولايات المتحدة تجاه الصين وينبغي أن يكون اختياره واضحاً الا وهو التعاون لإصلاح النظام الدولي لكي يستفيد كلا الجانبين.