التغيير  ..  وتنامي الارهاب  في ليبيا

التصنيف: دراسات

تاريخ النشر: 2018-07-26 16:44:23

 

    لايزال عالم اليوم يعيش متغيرات سريعة تجاه تبلور نظام دولي جديد وبهياكل جديدة تتضمن اطراً جديدة تتفاعل سلباً وايجاباً تبعاً لطبيعة التقاء او تعارض المصالح ، وربما الآيديولوجيات والثقافات ، وحتى الوقت الحاضر هناك العديد من العوامل المهمة التي عملت على صياغة ادوار القوى الكبرى على وفق رؤى محددة لكيفية التعامل مع تلك المستجدات ومنها النزاعات التأريخية التي لم يتم ايجاد الحلول لها حتى الآن (1) والتحديات الجديدة التي بدأت تظهر لاسيما بعد احداث الربيع العربي  التي اصبحت صلب استراتيجيات الدول ومنها الحرب ضد الارهاب بخاصة بعد تزايد ما تعج به المناطق المهمه لبعض الدول العربية من التنظيمات والحركات المسلحة الدينية والانفصالية ضد الانظمة السياسية ولا يخفى كذلك الاهمية الجيوبوليتيكية التي تتمتع بها المنطقة كطريق تجاري بحري ومنطقة غنية بالثروات الطبيعية والتي تمثل المجال الحيوي لدول اقليميه ودوليه ، تمثلت هذه العوامل اشكاليه في التأثيرعلى البيئة الاستراتيجية للمنطقة ككل .

    ومن نافل القول الاشارة الى العديد من الادبيات انطلقت من افتراض وهو أن ظاهرة الدولة الفاشلة تقدم للتنظيمات الإرهابية فرصا مواتية لعدة أمور، أهمها تراجع قدرة الدولة علي إنفاذ القانون، والتدخل الخارجي في ادارة الدولة , حيث ينازعها في وظائفها فاعلون كثر، خاصة مع ظهور ما يعرف "بمناطق خارج سيطرة الدولة" Stateless Areas، والتي تعطي للتنظيمات الإرهابية إمكانية لتأسيس نمط مستقل من السلطة، بعيدا عن الدولة، علاوة علي تزايد معدلات العنف والسخط داخل تلك الدول، بصورة توفر للتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود مخزونا بشريا يمكن الاعتماد عليه لتدعيم القوة البشرية للتنظيم .

  هذه المعطيات المرتبطة بأزمات الدولة كانت لها تجلياتها في منطقة الشرق الأوسط، خلال السنوات الماضية، حيث بات خيار التفكك/الانهيار مطروحا بشكل رئيسي في التعامل مع فكرة الدولة. فبعضها تعرضت وحدته الإقليمية للانحلال لتنشأ محلها دول أخرى كما حدث في السودان، والبعض الآخر شهد ضعفا وتفككا للسلطة بحيث تغيب عن مناطق معينة من الدولة. ومن النماذج المهمة علي ذلك حالات سوريا، وليبيا، واليمن، والعراق في مرحلة ما بعد الثورات العربية. وهكذا، شكلت هذه الملامح دافعا لتعزيز أدوار التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.(2)

اولأ :الربيع العربي والفوضى الخلاقه

   في ظل ما تشهده المنطقة العربية من حراك وتحولات في المشهد والواقع العربي، تساؤلات عدة تطرح نفسها حول «ربيع» التغيير العربي وما إذا كان مقدمة للفوضى الخلاقة التي تبنتها الإدارة الأمريكية أو أنه صنيعة مواقع التواصل الاجتماعي ضمن سياق مخططات أمريكية تهدف إلى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، أو أنه كان مجرد رد فعل منطقي لشعوب عاشت حالة من الاحتقان والتهميش لعدة عقود من الزمن. فهل الربيع العربي مجرد انفجارات لحظية لا تلبث أن تخمد مستجيبة لتدابير ترقيعية من قبيل إدارة الأزمات وامتصاص قوة الدفع الجماعية، أم هي نقطة بداية جديدة تؤرخ لزمن جديد؟

   لقد كان طبيعيا ان يحدث الانفجار في المنطقة العربية نتيجة النظم القمعية السائدة، حيث كان الرد انعكاسا طبيعيا وحتميا لتراكم كبير وهائل لأزمات بنيوية؛ في المقابل لا يمكن إنكارأن الفوضى الخلاقة التي أطلقتها كوندوليزا رايس كمقدمة لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط جاءت منسجمة لتتوافق إلى حد كبير مع هذاالربيع (3)

  ولئن كانت نظرية الفوضى الخلاقة تتأسس نظريا على ثنائيه التفكيك والتركيب فانه لابد من إحداث شيء من الفوضى والخلخلة في المجتمعات العربية الراكدة سياسيا حسب شارانسكي،لأن ذلك سيخلق دينامية جديدة توفر الأمن والازدهار والحرية، إنه العلاج بالصدمة.

وخلال إدارة جورج بوش الابن توسعت الولايات المتحدة في استخدام النظريات الفوضوية في إطار الحرب الاستباقية وتفعيل نظرية الدومينو وصولا إلى نظرية الفوضى البناءة كحل أخير مع هذه المنطقة. وتتكون عناصر هذه النظرية من:

ـ تفكيك النظام الإقليمي العربي من خلال سياسة المحاور، مع أمريكا أو ضدها.(4)

ـ وضع النظم في حالة قلق مستمر وتهديدها بالتغيير.

ـ إعادة صـوغ الـنـظـم بحيث تـقـوم أمـريـكـا بــدور الـهـدم (الـفـوضـى) ثـم تتركها لصراعاتها

الداخلية حتى تصبح الحاجة إلى التدخل والضبط الأمريكي ضرورة.

أمـا عن مـدى الاتـسـاق بين الفعل الـثـوري العربي الإقليمي ومركزية المصطلح (الفوضى)  فيظهر من خلال شبكة أفكار نسجت بعناية ترتكز على

ـ فشل آلية الحرب المباشرة على الطريقة الأفغانية والعراقية.

ـ دور اللوبيات المعولمة التي تدفع باتجاه تأزيم مناطق الضعف.

ـ إعادة إنتاج الهيمنة بوسائل عولمية جديدة ومحاولة تحقيق جغرافيا سياسية أكثر قربا من مشروع الشرق الأوسط الجديد.

    وبالتالي انتجت ثورات شعبية خلال ما عرف بـ«الربيع العربي»، حاله من الفراغ السياسي والأمني الناشئ في تلك الدول, وجود التناقضات العرقية (المذهبية) والنزاعات , عدم استقرار النظام السياسي.  .تفاوت في توزيع المنافع الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية,ارتفاع مستوى الفقر, وجود المخاطر الهيكلية والجغرافية ,الفساد الحكومي ,غياب الحريات السياسة, اختلافات للنظام السياسي القائم وغيرها, دور القوى الخارجية الإقليمية والدولية التي قامت بتعميق حالة الضعف والانقسام داخل الدولة الواحدة هذه العوامل ادت الى تحولات الدراماتيكية، إلى ساحات للقتال والمعارك الطاحنة بين افراد  والجماعات الإرهابية المختلفة، التي انتشرت بشكل كثيف على أراضيها، وتنتقل بؤر تمركز الإرهاب من أماكنها التقليدية في أعماق آسيا، إلى منطقة الشمال الأفريقي والجزيرة العربية.(5)

     وفجعت شعوب المنطقة نتيجة لانتشار الجماعات المسلحة والإرهابية بشكل سرطاني اذ كشفت بيانات المكتب العربي للشرطة الجنائية، في السنوا ت الأخيرة، عن أنه جرى رصد 76 تنظيما وحركة إرهابية، منها 32 تنظيما عربيا صرفا. كانت نتيجه الانفلات الأمني بعد الثورات العربية ,وقد ظهرت تنظيمات مسلحة عدة على الساحة ، أعلنت عن نفسها من خلال عمليات إرهابية، أو التهديد بتنفيذ عمليات عنفية، مثل جماعة «أنصار بيت المقدس»، و«جند الإسلام»، و«كتيبة النصرة»، و«التكفير والجهاد» في مصر، و«درع ليبيا»، و«ميليشيات الزنتان» القبلية، و«كتائب مصراتة»، و«لواء شهداء 17 فبراير» في ليبيا، بالإضافة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر» (دالم).(6)

ثانيا  : ليبيا تتحول إلى مركز للإرهاب

          إثر سقوط نظام القذافي، أدت الثورة الليبية إلى إعـادة تشكيل الخريطة السياسية الليبية بطريقة جذرية لمصلحة القوى غير الحكومية، التي أصبحت اللاعب والعامل الرئيس في المعادلة السياسية الليبية الجديدة. وتتمثل هذه القوى بالمجالس المحلية والتجمعات القبلية والميليشيات المسلحة. حيث استطاعت هذه القوى المحلية أن تسيطر على الحياة السياسية في ليبيا وتهمش القيادات السياسية التي كانت تشكل المجلس الوطني الانتقالي السابق،والحكومات الانتقالية المتعاقبة، وتمكنت من زيادة نفوذها، والتأثير في المشهد السياسي والأمني الليبي، على حساب بناء مؤسسات على المستوى الوطني، وخصوصا في قطاعي الأمن والجيش(7).  لقد أصبحت ليبيا البيئة الحاضنة لاستقطاب الجماعات المتشددة ينتمي أغلبها إلى تنظيم القاعدة أو للإخوان المسلمين، وتلقت هذه الجماعات دعما من دول عديدة مثل قطر وتركيا ما مكنها من تكوين ميليشيات مسلحة وفـرض إرادتـهـا على الأرض بقوة الـسـلاح، ساهمت بشكل أو بآخر في تعثر المسار الديمقراطي في ليبيا، مثل ميليشيا فجر ليبيا في طرابلس وأنصارالشريعه في بنغازي التي بايعت تنظيم داعش (8).  

         وبدأ انتشار تنظيم "داعش " بليبيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 في المحافظة الشمالية الشرقية من درنة. درنة كانت "منذ عهد حكم الدكتاتور السابق معمر القذافي معقلا للإسلاميين" . لكن مقاتلي التنظيم تمكنوا من السيطرة على مدن أخرى مثل سرت، مسقط رأس معمر القذافي، وسبراتة بالقرب من الحدود التونسية. ومنذ ذلك الحين نفذ التنظيم الارهابي العديد من الهجمات في ليبيا وقام بقطع رؤوس 21 مسيحي. كما إن العديد من المقاتلين المتطرفين في ليبيا سبق لهم أن حاربوا في صفوف "داعش" في سوريا والعراق. وبعد عودتهم "أصبحوا يشكلون العمود الفقري للإرهابيين في ليبيا".

    ومن بين الجماعات القتالية تحت راية تنظيم " داعش " هناك جماعة "أنصار الشريعة" المتطرفة. ويرى أن تنظيم "داعش" في ليبيا تحول من "تنظيم هامشي إلى تنظيم يستقطب العديد من الليبيين". ومع مرور الوقت صارت ليبيا مركزا للإرهابيين في شمال افريقيا، يهدد المغرب العربي بأكمله، كما ويتوفر التنظيم الارهابي المتطرف على معسكرات التدريب التي استولى عليها شرق البلاد، كما أدمج مراكز تدريب جديدة في مناطق أخرى. وإضافة إلى استقطاب المقاتلين وتدريبهم يشارك التنظيم بدعم عمليات تهريب الأسلحة عبر ليبيا.(9)

          لا يعترف داعش بالدولة الليبية، التي على كل حال تفككت لمحافظاتها الثلاث التأريخية، كوحدة سياسية واحدة، كما لا يعترف بشرعية الدول القومية الأخرى في الشرق الأوسط. فبالتالي، من الناحية التنظيمية، يشتمل "التنظيم الارهابي" في ليبيا على ثلاث محافظات: محافظة طرابلس في الغرب، ومحافظة برقة في الشرق ومحافظة فزان، في جنوب غرب ليبيا. ويحرص ناشطو داعش في ليبيا على مستويات مختلفة من الحضور والنشاط في المحافظات الثلاث (بدون تواصل جغرافي) ويسعون إلى الاستيلاء على ليبيا برمتها. ويديرون القتال في الساحات المختلفة إما ضد الحكومتين المتنازعتين في ليبيا أو ضد مليشيات منافسة، ومن بينها منظمات جهادية، تملك صلة بمنظمة'القاعدة ويقدَّر قوام قوات داعش في ليبيا بحوالي 4000-5000 متطرف ، يكون بعضهم ليبيين وبعضهم أجانب من دول عربية وإفريقية.(10)

          ويشعر الليبيون باستياء شديد من ازدياد عدد المتطرفين , ومصيرهم المتأرجح بين حكومتين متنافستين وبرلمان معطل وعروض من برلمان صوري أعيد تصنيفه كهيئة استشارية.وقد عززت الميليشيات الكبيرة سلطتها في مناطق سيطرتها وليس للحكومة المركزية أي سلطة أو تأثير عليها. كما أن البلاد تواجه أزمة اقتصادية وليس هناك أمل في تحسن الوضع الاقتصادي .

                 ويمكن الاشارة ان مايدور من الحديث عن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لعام 2018 ومشاركة  ما يقارب 2.3 مليون ليبي ممن يحق لهم التصويت منذ أشهر بين أوساط الساسة الليبيين والأمم المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ماهو الا محاوله للحل المعضله الامنيه والعقدة السياسيه التي تمر فيها ليبيا منذ ستة أعوام من الإطاحة بمعمر القذافي  (11)

     الا ان هناك بعض السياسين اكد انه في حال فشل الانتخابات الرئاسية وعدم قبول أطراف النزاع بها، فإن هذا سيجر البلاد لحرب أهلية  مؤكدين ان نتيجة الانتخابات البرلمانية لن يكون لها تأثير كبير، لكن نتائج انتخابات الرئاسة في ظل هذه الظروف ستقود البلاد نحو التقسيم ليبقى المسيطر في الغرب في مكانه والمسيطر في الشرق في مكانه، وستتسع دائرة الانقسام أكثر فأكثر بين المتخاصمين،  الذين لدى كل منهم من يدعمه دوليًا وإقليميًا، وإما حرب طاحنة بين كلا الطرفين نهايتها تفكك الدولة وجدولها الزمني غير معلوم عشرة أو عشرين سنة، وإما أن يبقى الحال على ما هو عليه(12) .

    لقد شكل الوضع المتردي امنيا وسياسيا  في ليبيا تداعيات إقليمية كبيرة. فهناك إجماع داخل الدول الغربية والمغاربية، ودول الساحل الإفريقي، من مخاطر انتشار سيطرة التنظيم بصورة كبيرة في ليبيا، وانتقاله أيضاً عبر الحدود إلى الدول المجاورة (الجزائر، مالي، النيجر، وموريتانيا) وهي مناطق الصحراء الكبرى، التي ينشط فيها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، إضافة إلى المتمردين الطوارق.

     ومنذ التغيير الذي حدث في ليبيا عام 2011، ظلت تونس ومصر تكافحان لضبط حدودهما مع ليبيا من أجل وقف تدفق الأسلحة. وكانت تونس أعلنت في شهر شباط 2012 تفكيك تنظيم إرهابي تدرب في ليبيا، وسعى إلى إقامة إمارة ارهابية في تونس. وما زاد مخاوف الدول الغربية من استفادة تنظيم القاعدة من وفرة السلاح المسروق من المخازن الليبية، هو مقتل السفير الأمريكي في قنصلية بنغازي في 11 سبتمبر 2012، والهجوم الذي شنه المتمردون الطوارق (13)

       وعقدت دول الجوار الليبي السبع(تونس ,الجزائر , مصر, تشاد ,مالي, السودان , النيجر )اجتماعا في تونس عام 2014 ولم يكن الاجتماع الاقليمي الوحيد الذي تشكل في نطاق السعي في تشكيل منظومه موجهه  ضد الارهاب (14).اذ عقد عدة اجتماعات كان اخرها اجتماع قمه دول جوار ليبيا في تموز / 2018 والذي تم الغاها بعد مغادرة الوفد ليبي والمصري وكان من المقرر ان تناقش القمة الأزمة الليبية في إطار التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا قبل نهاية العام الجاري، مع مشاركة دول جوار ليبيا في اجتماع مصغر على هامشها لبحث آخر التطورات بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين الفصائل الليبية حول ما يسمى بـ "الهلال النفطي" في محاولة السيطرة على منابع النفط في البلاد, بعد ان ازاد مخاوف دول الجوار من سيطرة التنظيمات الارهابيه على منابع النفط في البلاد(15).

           على المستوى الدولي تُعد إيطاليا بوابة الموقف الأمريكي وواجهته، وهي تعتبر ليبيا ، بحكم تاريخها والقرب الجغرافي والمصالح الاقتصادية ، منطقة ذات أهمية خاصة في مجالها الحيوي، و من هنا فإن موقف إيطاليا داعم لاستقرار ليبيا وضد ماتمثله قوات حفتر من فوضى يمكن أن تنتهي إليها ليبيا، وتتوافق مع الأجندة الأمريكية في هذا الخصوص . وقد عبر عن موقف الولايات المتحدة مبعوثها جوناثان واينر في كلمة له أ مام الكونغرس، عندما قال إ ن هناك ثلاثة أهداف في ليبيا هي : الحفاظ على ليبيا موحدة ومستقرة, ومحاربه الإرهاب ، ومحاربة الهجرة غيرالشرعية , أما الموقف الفرنسي فهو موقف متناغم مع الموقف المصري منذ البداية.(16)

ثالثا: الارهاب ومستقبل دولة ليبيا  

1- سيناريو استمرار الوضع القائم

- استمرار الفوضى والاقتتال والاضطراب، وغياب الاستقرار السياسي والأمني.

- بقاء الفرصة قائمة لتجدد نشاط المجموعات المتطرفة والإرهابية، رغم تراجع قوتها نتيجة الضربات القوية التي تلقتها في (سرت) والعديد من المناطق الليبية الا انه لاينفي من استمرار تدفق الجماعات المتطرفه والارهابيه بنشاطات مختلفه وباسماء جديدة خاصه بعد الانسحاب الذي لحق بتنظيم داعش في سوريا والعراق فضلا انه لا زال الهجمات الإرهابية تشكل خطرا مستمرا على في جميـع أنحـاء ليبيا. وقد برز هذا الخطر بفعل انفجار جهاز منفجر يـدوي الصـنع في ٢١ كـانون الثاني/ينـاير 2017 على مقربة من السفارتين الإيطالية والمصرية ووزارة التخطيط. وبالرغم مـن أن تنظـيم داعش  لم يعد يسيطر على أراض في ليبيا، فإن عناصـر تابعـة لـه شـوهدت في منـاطق مختلفة ونسب لهذه الجماعة عدد من الهجمات التي وقعت في تلـك المنـاطق. والحالـة الأمنيـة في طرابلس هشة وهناك خطر شديد في نشوب نزاع مسلح ومرتع جديد لتنامي التنظيمات الارهابيه .(17)

- استمرار الانقسام السياسي والجغرافي والمجتمعي القائم حالياً   دون ما ترسيم.

- استمرار استنزاف الاقتصاد الوطني وتراجع الأوضاع المعيشية للمواطنين.

- تعطيل مسار الإصلاح السياسي والديمقراطي في ليبيا نتيجة الانشغال والاستنزاف بحالة الصراع.

على الصعيد الخارجي:

- استمرار التدخلات الخارجية السلبية في الشأن الليبي الداخلي لصالح إدامة الصراع وغياب الاستقرار.

- استمرار الانعكاسات السلبية لحالة الفوضى والاقتتال في ليبيا على الاستقرار الإقليمي وعلى أمن دول الجوار.

- استمرار التأثير السلبي للصراع في ليبيا على مسار التحول الديمقراطي في المنطقة(18).

2- السيناريو (الحل السلمي)

   يعتمد هذا السيناريو على وقف الأعمال القتالية والوصول إلي توافق سياسي بين الأطراف الرئيسية المتصارعة ويؤدي هذا السيناريو إلى  فتح المجال لبدء مسار الإصلاح السياسي والديمقراطي ومحاصرة الفكر المتطرف ووجود المجموعات الإرهابية، وحرمانها من استثمار حالة الفوضى في توفير حاضنة شعبية لتشددها وإرهابها.

     كما يؤدي هذا السيناريو، إلي وقف التدخلات الإقليمية والدولية بشؤون ليبيا الداخلية لصالح الحفاظ على سيادة الدولة واستقلاليتها، فضلا عن دعم مسار التحول الديمقراطي في المنطقة، ووقف الأخطار والانعكاسات السلبية على دول الجوار وعلى أمن المنطقة من خلال ضبط الحدود والوقوف ضد اي تسلل لجماعات ارهابيه عابرة للحدود .(19)

 

 

المصادر:

  1. تـقـى أيـاد خـلـيل الـقيـسـي , الإرهـاب الـدولـي( فـي منـطـقة جـنـوب شـرق أسـيـا وأنعـكاسـاتــه عـلى مـسـتقبل البـيـئة الاستراتيـجـية الإقليميــة) رسالة ماجستير , جامعة النهرين , كلية العلوم السياسية , 2009  م,ص137.
  2. محمد بسيوني عبد الحليم , الارهاب العابر للحدود ..الانماط والمحفزات , مجله محلق اتجاهات نظريه , 2015, على الموقع : www.siyassa.org.eg  
  3. خليدة كعسس ,الربيع العربي بين الثورة والفوضى , مجله المستقبل العربي , مركز الدراسات الوحدة العربيه السنه السادسه ةالثلاثون ,الاربعمئه والحادي والعشرون ,2014ص228
  4. المصدر نفسه ,ص229
  5. ثائر مطلق عياصرة ,العوامل الرئيسية وراء اندلاع والثورات التي شهدتها بلدان الربيع العربي 2009-2011, مجله دراسات العلوم الانسانيه ,مجلد 43,محلق 4, 2016,ص 1885
  6. صفاء عزب , تبعات الربيع العربي ميليشيات مسلحه وفوضى ودمار , على الموقع  :  http://m.aawsat.com  
  7. سلام غلاب- سامح سمير-مروة قاسم ,تطور السياسات والتشريعات المتعلقه بحقوق الانسان والانتقال الديمقراطي في مصر وتونس وليبيا , التقرير السنوي ,مركز دعم التحول الديمقراطي وحقوق الانسان , مصر ,اغسطس 2017 ,ص 63
  8.  محمد عبد الحفيظ الشيخ , ليبيا بين جماعات العنف والديمقراطيه المتعثرة ,مجله المستقبل العربي ,مركزالوحدة العربيه بيروت ,العدد432 ,2015 ,ص127
  9. ليبيا- من بلد الثوة الى بؤرة التطرف والارهاب ,على الموقع :    m.dw.com
  10.  ترسيخ داعش في ليبيا :تهديد اقليمي ودولي .مركز التراث ,2016 ,عللى الموقع الالكتروني ترسيخ داعش في ليبيا :تهديد اقليمي ودولي .مركز التراث ,2016 ,على الموقع الالكتروني  https://www.terrorism-info.org.il    
  11. هل يمكن اجراء انتخابات في ليبيا ,2018 ,على الموقع : www.bbc.com
  12. الدرسي نتائج انتخابات الرئاسة ستقود ليبيا الى ثلاثة امور , بوابه الشرق ,2018, على الموقع    www.libyaakhbar.com
  13.   توفيق المديني , ليبيا أمام تنامي الإرهاب - جريدة الشرق, 2013, على الموقع      https://www.al-sharq.com › 
  14. جهاد عودة ,داعش والازمه الاستراتيجيه في اقليم الشرق الادنى ,مكتب العربي للمعارف ,2015 ,ص193
  15. الغاء قمه دول جوار ليبيا بموريتانيا بعد مغادرة ممثلي ليبيا ومصر ,2018 , على الموقع  https://Arabic
  16. الازمه الليبيه الى اين ؟ ,فريق الازمات العربي  , مركز دراسات الشرق الاوسط , الاردن , العددالثالث عشر ,مارس 2017,ص16
  17.    مجلس الامن , تقرير الامين العام عن بعثه الامم المتحدة للدعم في ليبيا , 2017 , https://unsmil.
  18. سيناريوهات مستقبل الازمة الليبية , تقريرلمركز دراسات الشرق الاوسط, 2017 ,   www.alghad.com
  19. مستقبل ليبيا 4سيناريوهات افضلها ارادة التوافق , بوابه الوسط ,2017, alwasat.ly › news › Libya