تركيا وفرنسا حرب اعلامية بعد فوز اوردغان  (خبر وتحليل)

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2018-06-28 20:07:22

في افتتاحية صحيفة لوبون الفرنسية كتب على صورة لاوردغان (الدكتاتور) في اشارة الى التغيرات في شكل الحكم والتفرد بالسلطة من قبل اوردغان وحزبه . وبعد الاعتراض الشديد من قبل الجانب التركي رد الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون، على تأيده حرية الصحافة في بلاده، قائلا (حرية الصحافة لها ثمن كبير ومنعها بحد ذاتها ديكتاتورية).

التحليل:

بعض الدول تخشى من التصريح العلني في قضية فوز الرئيس التركي أردوغان في الانتخابات الرئاسية بسبب يتعلّق بالمسألة الديموقراطيّة، باعتبار أن الرئيس منتخب شعبياً، وأي اعتراض سيكون اعتراضاً غير مباشر على خيار الشعب التركي . لكن يمكن لبعض الدول استخدام ادوات اخرى للتعبير عن مواقفها او انتقاداتها او ترك الامر للاعلام بما له خصوصية وحرية اكبر للتعبير عن المواقف السياسية حيث يمتلك الاعلام هامشا اكبر للمناورة السياسية والانتقاد المباشر وهذا ماعملت به الصحافة الفرنسية بتوجيه الانتقادات المباشرة للرئيس التركي واصفة اياه بالدكتاتور .

التقلب هو السمة العامة التي صبغت العلاقات الثنائية في العلاقات الفرنسية التركية، بدأ التصعيد عندما وقفت فرنسا ضد انضمام تركيا للاتحاد الاوربي ومن ثم اعترفت فرنسا في العام 2001 بوقوع عمليات (إبادة) للأرمن كحقيقة تاريخية. وقد كان ذلك مقدّمة لتقلّب في العلاقة بين الطرفين، ترافق مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم نهاية عام 2002، مرورا بالمقترح الفرنسي بشأن الوساطة بين تركيا وقوات سورية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب واستقبال الأليزه لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD وعلى شكل رفيع المستوى الذي تعتبره تركية منظمة ارهابية، كما هناك تباين في المواقف الاقليمية خصوصا في الملف السوري حيث عبر الرئيس الفرنسي عن رفض بلاده لعملية (غصن الزيتون) التي قامت بها تركيا في شمال سوريا و بالرغم من مظلة حلف الناتو والمصالح الاقتصادية التي تربط تركيا مع اوربا الا ان الطلاق قد تم بين الطرفين.

مستقبل العلاقات مرتبط بمدى تطلعات تركيا الاقليمة والدولية خاصة في الشرق الاوسط وافريقيا حيث تزاحم تركيا اليوم مصالح فرنسا في كلتا المنطقتين وبالرغم من تاجيل تركيا للدخول الى الاتحاد الاوربي الا ان فرنسا ستفتح جبهة اعلامية اخرى ضد تركيا من خلال ملف حقوق الانسان والانتهاكات بالمقابل ستربط فرنسا تركيا بالجهات الاسلامية الناشطة في فرنسا وستستمر حرب الاعلام التي ستكون الغلبة بها للاعلام الفرنسي .

قاسم البيضاني

قسم الدراسات الامنية والعسكرية

28/6/2018