منظومة القيادة والسيطرة على القطعات

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2018-06-06 15:13:15

ادى التطور التقني السريع في نظم التسليح ووسائل ومعدات القتال وتوفر نظم المعلومات الدقيقة الى جعل الحرب الحديثة معارك ذات طبيعة وسمة مختلفة عن الحروب التقليدية ، وتلك الحروب تُصمم لتنفيذ مهام وتوجهات وفرض سياسات لدول كبيرة على دول لها فيها مصالح (سياسية – اقتصادية – عسكرية – ثقافية – دينية) وسُميت تلك (حروب الجيل الرابع) ، وهي التي تتوائم مع تطبيق رؤيا تلك الدول . فالتحول من الحرب التقليدية الى مفاهيم الحروب الخاطفة سريعة النتائج والحملات العسكرية ذات التحالفات الدولية ، وترتيب التوازنات ما بين الطرفين المختلفين ، العدو المتمثل بالارهاب ، والجيوش النظامية وخلط المفاهيم مابين استخدام الارض وتقنيات الحرب التقليدية والاستفادة من التطور التكنولوجي لمنظومة الاتصالات ومنظومة التسليح البسيطة الكلفة وذات التاثير الفعال ، وتُدار هذه المعارك ضد الطرف الاخر المتكور من مجموعات وتنظيمات لا تملك قواعد او شكل ثابت وعلى عدة اتجاهات ، لذا اصبح من الضروري على الجيوش النظامية والقوات الشرعية ان تسعى لامتلاك القدرات التي تساعدها على القيادة والسيطرة، وفرضها من خلال منظومات مثل (مراكز قيادة ، مراكز اتصالات ، نظم معلوماتية ، دوائر تحليل استخباري) ، لذا دعا الى ذلك القادة العسكريين الى الاهتمام بالدراسة والبحث الدائم لتطوير نظم القيادة والسيطرة والاستخبارات والاتصالات لتلائم وتلاحق هذا التطور ، واصبحت هذه النظم تتطور تقنيا وعملياتيا بخطوات سريعة لتصبح ذات فاعلية كبيرة وقادرة على السيطرة الكاملة على مسرح العمليات ، وعلى تقدير احتمالات التهديد في جميع الاتجاهات ، مما اكد الحاجة الى مواصفات خاصة تقوم على مجموعة من المكونات الفرعية الهامة ، وهي مواقع القيادة ووسائل الاتصالات ، ووسائل معالجة البيانات ونقل المعلومات ، ويشكل تجميع هذه المكونات المختلفة في شبكة واحدة والربط بينها اساس النظام الذي يحقق الاستغلال الامثل للبيانات المتدفقة من المصادر والوكالات ويسمح بمعالجتها بالاسلوب المناسب ، ومقارنتها بانتظام لتسهيل عملية عرض الموقف والمعاونة في اتخاذ القرار ، وهذه المنظومة هي الية القيادة والسيطرة والتي يطلق عليها عالميا نظم القيادة والسيطرة والاتصالات والحاسب والاستخبارات (C4I) . ان القيادة والسيطرة في ابسط مفهوم هي السلطات التي يمارسها القائد بحكم منصب القيادة وفي اطار المسؤوليات المحددة والسلطات المخولة لتنظيم استغلال الموارد المتاحة والتاثير في جهود القوات لتحقيق الاهداف والمهام المحددة ، ويتلخص مفهوم القيادة والسيطرة العملياتية في الاجراءات والاساليب التي من خلالها يستطيع القائد وهيئة ركنه التاكد من تامين تنفيذ القرار المتخذ ، والتاثير المطلوب والفعال في انشطة القوات لضمان تحقيق الاهداف في ظروف المواقف المختلفة ، وتهتم السيطرة باساليب اجراءات الاعداد والتخطيط والصياغة المختلفة لضمان تخصيص المهام الواضحة في الوقت المناسب ، واستمرار متابعة انشطة القوات حتى تمام تنفيذ المهام ، كما تُعنى ببحث انسب السبل لمزاولة انشطة التخطيط والمتابعة في اقل وقت وبطريقة مبسطة ، مع محاربة الميل للتضخيم المبالغ فيه في اعداد محتويات الوثائق لتوفر انسب الظروف لسرعة بدء القوات غي تنفيذ المهام قبل ان يتمكن العدو من قتال قواتنا ، وقبل استكمال اجراءات التخطيط والتنظيم والاعداد . اللواء الركن مهدي نعيم قسم الدراسات الامنية والعسكرية