ألية مواجهة التطرف

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2017-11-14 17:09:26

لم يفرق التطرف في ضحاياه بين مدني وعسكري ولا بين رجل وامراءه وبين مسلم ومسيحي وبين عربي وكردي وتركماني  . فصناعة التطرف الذي يغذيه العنف والارهاب لم يجد لحد الان استراتيجية فكرية واضحة المعالم لمواجهته وضعف المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية في ساحة المواجهة والتي احدثت فراغا توغلت من خلالها الجماعات المتشددة لتأخذ نصيبها

لقد عقدت الندوات والمؤتمرات وورش العمل وتم ادارة حوارات عديده منها توحيد الخطاب الديني وتطوير مناهج التعليم ونشر ثقافة التعايش السلمي ولكن مازال العنف يطال الاشخاص والمؤسسات وهذا مؤشر على  ضعف الاجراءات والحلول . لذا لابد من رسم خريطة لمعرفة حالات التطرف وبيئة واسبابه ووسائل معالجته لتكون المواجهة شامله وفكريه وثقافيه وعلميه وتربوية واسريه وامنيه لقطع الطريق على العنف المؤدي الى الارهاب وان تكون المواجهة بالنظر الى كل من يدعم التطرف سواء كانت جماعات دينيه ام سياسيه ام جمعيات اهلية تخدم اجندات فكريه او حزبيه او طائفية او قوميه ام مطبوعات ومنشورات تدعم العنف وتزكيه ام مناهج دراسية تحتاج الى مراجعة واعادة نظر.

ان عدم وجود منهج يناقش ويفند افكار الجماعات والتيارات المتطرفة ويبين ضلالتها ومفرداتها حتى لا يقتدى بها فالخطر الذي اجتاح المجتمعات الاسلامية ان هذه الجماعات اعلنت انها تحكم باسم الدين وتمارس سياسة الاسلام في تدبير امور المجتمعات .

ان من اهم الامور التي ينبغي مواجهتها وخاصة الافكار المتطرفة وبشكل شامل هو عدم السماح لأي جماعة بممارسة نشاطاتها الدعوية او الثقافية خارج اطار القانون ومتابعة وتجفيف تمويلها واصدار القوانين الرادعة التي تردع من يحاول ان يرهب المجتمع ويعاد النظر بالإجراءات لتحقيق العدالة الناجزة التي تحقق الردع المطلوب , وهذا لا يتم دون تنسيق بين الجهات ذات العلاقة والمؤسسات الدينية والعلمية والفكرية والثقافية والتربوية والبحثية والامنية بالعمل على بث خطاب معتدل موحد وخاصة الخطاب الديني لتحصين النشأ والشباب بالعلم والثقافة والعمل على بناء القيم الايمانية والاخلاق الانسانية الرشيدة واعداد برامج علمية مدروسة للعاملين في دور العبادة لصياغة نظرية تحقيق الفهم المستنير للدين .

 

                                                                                          اللواء الركن

                                                                                            خالد البياتي

                                                                          باحث/  قسم دراسات التطرف العنيف