لماذا ترامب سوف لا یجد الخلاص في الشرق الأوسط / مقال مترجم

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2017-10-20 21:46:51

یوم الجمعة، الرئیس ترامب یذهب إلی رحلة دولیة مكثفة تستغرق تسعة ایام وبحسب ما یذكر لقد كان متخوفاً منها. لقد كان الأسبوع الماضي بوضوح الأسوء في فترة رئاسته المختصرة وربما تم الكشف عن إحدی أسوء سلسلة من الجروح الذاتیة في ‌تاریخ الرئاسة.

فإذاً لم لا یبحث عن مهرب خارجي ‌لتغییر مسار المسار، التجوّل في المسرح العالمي والتحدّث عن قضایا السیاسة العلیا، الحرب والسلام مع قادة العالم؟ بالتأكید، إحدی الأسباب هي‌ أنه (لو كنت تبحث عن الأوقات السعیدة، ناهیك عن النجاح، فإنك بالعادة لا تسافر إلی الشرق الأوسط. او الی محطتي ترامب وهي العربیة السعودیة وإسرائیل .. نتحدث عن القفز من المقلاة إلی النار).

ومع ذلك، بغرابة ما یمكن أن یبدو، لدی ترامب إستراتیجیة شرق أوسطیة، او علی الأقل منهج متماسك بشكل معقول. وهو یعوّل علی مجموعة من اللقاءات الناجحة مع السعودیین، قیادات الدول العربیة الأخری، الإسرائیلیین والفلسطینیین لكي یبیّن فعّالیتها. لكن یجب أن یكون ترامب حذراً‌ جداً في الإدعاء بالإنتصارات التكتیكیة السریعة. فبعد كل شيء، هذا الشرق الأوسط. ومع أن المحلیین لا یریدون الإعتراض علی ترامب بالقول لا، لكن هذا لا یعني جهوزیتهم للتعاون، ناهیك عن التماشي مع ما یقترحه.

وصف منهج ترامب هو بسیط جداً.

لقد سمعتم عن محور الشر- ما قام الرئیس جورج دبليو. بوش في ۲۰۰۲ بتفصیله كما هو معروف، لوصف إیران، العراق وكوریا الشمالیة. یبدو بأن إستراتیجیة ترامب للتعامل مع التهدیدات والتحدیات التي تواجهها الولایات المتحدة في الشرق الأوسط تدور حول خلق العكس: (محور الخیر). هذه المواءمة الجدیدة تتألف من إسرائیل وتحالف الدول العربیة السنیة التي تضم العربیة السعودیة، وحلفاءها العرب الخلیجیین، مصر، الأردن، وربما السلطة الفلسطینیة. (من باب التأكّد، فإن هذه البلدان تختلف بشكل جدي مع بعضها البعض ومع واشنطن، ویبقی لدیها المصالح، الأجندات، والأولویات المتضاربة. ومع ذلك، عبر السنین، لقد تمكنت من وضع إختلافاتها جانباً ومن التعاون مع الولایات المتحدة-علی نحو فعال جداً في بعض الأوقات- بشأن القضایا الهامة).

هذا الإتفاق الأمریكي – الإسرائیلي – العربي السني المفترض ینعقد بأهداف متعددة تتشارك فیها  هذه الأطراف بدرجات متنوعة: (تدمیر داعش؛ إنحسار النفوذ الإیراني، وتقدیم نوع من السلام الإسرائیلي – الفلسطیني). في صمیم هذا المبدأ التنظیمي هناك نوع من الصفقة التعاملیة التي تبدو ذات جاذبیة بالنسبة للرئیس: الدول العربیة السنیة، بقیادة السعودیة، سوف تساعد واشنطن في تعزیز التقدّم في عملیة السلام التي لم تعد قائمة الآن؛ وفي المقابل، الولایات المتحدة سوف تقوم بتطبیق سیاسة اكثر صرامة ضد إیران. وفقاً لهذا المنطق، العرب السنة، الذین یعانون من الإرهاق الفلسطیني، جاهزون الآن لجر وإغراء إخوانهم الفلسطینیین نحو الصفقة، والرئیس الفلسطیني محمود عباس الضعیف والیائس جداً سوف لا یجد خیاراً غیر المضي نحو الخلاص من خوفه بأن یُترَك وحیداً.

فإذاً، ما هي فرص النجاح الواقعية‌ لإستراتیجیة (محور الخیر)؟ مبادرة الرئیس ترامب فعلاً‌ تلاحظ نوع من العوامل الجدیدة الشرعیة، وخاصة‌ تنامي المواءمة بین المصالح الإسرائیلیة والمصالح العربیة السنیة وإذاً، قد تكتسب زخماً. لكن یبدو أن منهج واشنطن ینبثق من الأمل اكثر من التجربة. ترامب یعوّل بشكل جدي علی التماشي بین العرب والإسرائیلیین. في حین جمیعهم أسیاد في التلاعب والمماطلة. قد یسمّي الرئیس بوضوح غزوته الأولی نجاحاً – فبعد كل شيء، هو بحاجة ماسة إلی واحدة منها – لكن لیس واضحاً ابداً إن كانت المواءمة الجدیدة هي هیكلیة قویة او بیت من ورق ضعیف امام ریاح الصحراء القویة والمتغیرة.

توجد اربعة اسباب لضرورة قیام ترامب بكبح جماح حماسه.

۱. تحالف عربي سني هو تفكیر رغبوي

سواء جاءت الدول العربیة السنیة إلی قتال داعش علی ساحة القتال او الإندفاع ضد إیران أم لا، فلیس من المحتمل أن تكون فعالة او موحدة بشكل خاص. تستفید الولایات المتحدة من الوصول إلی القواعد في الخلیج الفارسي لدعم العملیات العسكریة ضد داعش، وبعض الدول السنیة العربیة توفر المعلومات الإستخباراتیة القیمة بشأن داعش وتهدیدات التطرف الإسلامي الأخری. ومع ذلك، لقد قامت بمساهمة قلیلة في المعركة ضد داعش بقیادة الولایات المتحدة وسوف تستمر كذلك لأسباب عدة. اولاً، السعودیون، الذین قیادتهم الإقلیمیة هي ‌اساسیة لعقد الإتفاق الأمریكي – الإسرائیلي – العربي السني، في‌ الوقت الفعلي، یضعون اولویة قصوی للفوز في صراعهم مع إیران – والكثیرون في هذا البلد یعتبرون داعش ثقلاً‌ موازناً لإیران. ثانیاً، یخشی السعودیون بأن الهجمات العسكریة المباشرة ضد الدولة الإسلامیة قد تثیر المزید من التسلّل، التخریب والهجمات الإرهابیة من قبل داعش داخل المملكة، فضلاً ‌عن أنها تنفر المؤسسة الدینیة السعودیة الهامة جداً، والتي تحفّز ایدیولوجیتها ودعایتها الجهادیین لكن یحتاج النظام إلی دعمها. في الواقع، حینما یلتقي ترامب في العربیة السعودیة مع السعودیین وحلفائهم في مجلس التعاون الخلیجي (GCC) – البحرین، عمان، كویت، قطر، والإمارات العربیة المتحدة – هو سوف یواجه منظمة قد حققت تقدماً بطیئاً جداً في التغلّب علی هذه الحواجز. مجلس التعاون الخلیجي منقسم جداً ویتجنب المخاطرة للعمل المشترك ‌بشكل اكثر فعالیة لمواجهة التهدیدات الصاروخیة، البحریة، والإلكترونیة الإیرانیة ضد أمنها؛ ولقد رأینا كیف كانت مساهمتهم قلیلة في القتال ضد داعش في‌ المنطقة.

للتأكید، لقد أظهرت الدول العربیة السنیة قدراً‌ اكبر ‌من الإرادة والقدرة لتنفیذ عملیات التحالف في الیمن، لكن، بشكل عام، لقد كانت المعركة ضد المتمردین الحوثیین كارثة. لقد قام السعودیون ایضاً بتجمیع تحالف عسكري‌ إسلامي ‌ضد الإرهاب (IMAAT) یتكوّن من ۳4 دولة، والذي أجری تدریبات واسعة النطاق في‌ المملكة في بدایة ۲۰۱6، ولقد أثارت الریاض ضجة بشأن إرسال القوات الخاصة السعودیة إلی سوریا لقتال داعش. ومن المؤكد أنه قد دار الكثیر من الحدیث في المنطقة عبر السنوات العدة الماضیة حول تشكیل القوة العسكریة المشتركة للجامعة العربیة وبقیادة مصریة. لم تؤتي هذه المخططات حتی الآن ثمارها وذلك إلی حد ما بسبب تركیز العربیة السعودیة ‌علی إیران في حین اولویة مصر هي هزیمة التمرد الإسلامي الذي تواجهه في‌ الوطن. لا ینبغي لأحد أن یحبس أنفاسه بإنتظار تشكیل الدول العربیة السنیة تحالفاً عسكرياً مماثلاً للناتو. ولیس من المحتمل أن بیع المئات من ملیارات الدولارات من الأسلحة إلی السعودیة، كما قد أعلنت عنها الإدارة للتو، یحقق ذلك الهدف.

۲. في الواقع لا یوجد إتفاق بین أحد

لدی الولایات المتحدة والعرب السنة ایضاً اولویات مختلفة حینما یتعلق الأمر بقواعد لعبتهم الإیرانیة. السعودیون وحلفاءهم العرب السنة علی حد سواء یریدون دحر القوة الإقلیمیة الإیرانیة. لكنهم ایضاً یفتقرون الإرادة والقدرة علی أن یدفعوا بقوة ضد الجمهوریة الإسلامیة. علی عكس إیران، لا یوجد لدیهم امكانیة‌ الوصول، الحلفاء الموثوقین، او الأدوات لممارسة العمل في سوریا او إیران. في العراق، في الواقع، لقد قامت السعودیة ودول الخلیج بقلیل من الجهد لفتح ثغرة بین الحكومة بقیادة الشیعة وحماتها الإیرانیین- ولقد تجنبوا الإنخراط الفعال مع الحكومة العراقیة كطریقة للإستفادة من مزید من الدعم للاقلية السنية في العراق.

ما یریده السعودیون وحلفاءهم الخلیجیین حقاً هو أن تتحمل الولایات المتحدة عبء خفض حجم إیران. لكن ما دامت واشنطن تسعی نحو الإحتفاظ بالإتفاق النووي مع إیران، سیكون هناك محددات علی مدی إمكانیتها ورغبتها للمضي في عكس سلوك إیران الإقلیمي‌ المزعزع للإستقرار. لا یهم إلی أي مدی تعتبر الإدارة ‌إیران تهدیداً ‌في ‌العراق وسوریا، مع ذلك یقوم الإیرانیون بدعم حكومة‌ العبادي‌ المدعومة من قبل الولایات المتحدة في العراق وواشنطن تسمح لحلیف إیران بشار الأسد بالبقاء في ‌السلطة في سوریا في غیاب بدیل قابل للتطبیق. بالإضافة إلی ذلك، الخیارات المتاحة لدی الولایات المتحدة لدحر النفوذ الإیراني في هذین البلدین هي محدودة، وملاحقتهم في العراق وسوریا قد یخاطر بالأهداف الأمریكیة‌ المهمة الأخری، مثل تحریر الموصل والرقة وهزیمة داعش مع سعیها لإعادة تشكیل نفسها في منطقة أخری في العراق وسوریا.

ببساطة، من المحتمل أن یخیب أمل السعودیین وحلفاءهم العرب السنة في مدی مضي‌ واشنطن في‌ دحر النفوذ الإیراني ‌في المنطقة. قد تكون الإدارة جاهزة، لو كانت التكالیف والمخاطر منخفضة ولو كان إحتمال النجاح في ردع وإحتواء إیران جید بشكل معقول، لكن دحر المواقع الإیرانیة المترسخة في ‌العراق وسوریا من المحتمل أن تكون بعیدة المنأی. واشنطن بحاجة إلی أن تبقی حذرة من الریاض التي تحاول إغراء الولایات المتحدة، بوعود فارغة، لتقوم ب‍العمل القذر لهم، كما قال ترامب في اكتوبر ۲۰۱۳.

۳. المحور الآخر أقوی

رغم أن لدی محور إیران، حزب الله، المیلیشیات الشیعیة المختلفة، نظام الأسد وروسیا، نقاط ضعف وقیود خاصة بها، فقد أثبتت جدارتها في الحرب الأهلیة السوریة. الواقع السیاسي غیر المریح بالنسبة للعرب السنة هو أن هذا المحور هو اكثر عزماً، أكثر توحیداً وأكثر فعالیة مما قد كانوا او من المحتمل أن یكونوا علیه في المستقبل. مع كل دعمهم المالي ‌والعسكري المزعوم للقوات السنیة في سوریا، الدول الخلیجیة لیست منسجمة لتحالف مستعد علی نشر القوات والتضحیة بقواتهم في سوریا والعراق حیث تكون المخاطر، بالنسبة لهم، قریبة جداً إلی الوجودیة. لقد شاركت الأردن والإمارات العربیة المتحدة بشكل رمزي في‌ غارات التحالف، ولقد إستضافت عمان تدریب القوات المعارضة السوریة والإستخبارات. لكن بإستثناء الكویت، لقد كان دعم دول الخلیج للاجئین السوریین غیر كافیاً بشكل مؤسف. وإذا كان العرب لا یقوموا بحصتهم العادلة علی الجانب الإنساني، فهل یمكننا أن نتوقع بشكل جدي بأنهم سوف یفعلوا المزید بشأن المقاتلین او قوات حفظ السلام؟

بوتین هو العامل المقیِّد الآخر علی فعالیة محور الخیر لدی ترامب، خاصة مع ما یتعلق بسوریا والعراق. لا یوجد لدی الرئیس بوضوح أي رغبة لحرب الوكالة ضد روسیا في سوریا وفي الواقع یبدو جاهزاً للسماح للروس للقیام بالدور الریادي‌ هناك. ومهما كانت الخلافات في ما بینهما، موسكو وطهران یتشاركان في الهدف المشترك المتمثل في مراقبة النفوذ الأمریكي. مع العزوف عن المشاركة في بناء البلد وقلة الحلفاء علی الأرض مع الحفاظ علی الكرد، ترامب سوف یسعی لیس نحو المواجهة مع بوتین، بل مع نوع من الصفقة معه. هذا، علی الأقل، قد یشمل الحفاظ علی الأسد في السلطة. من المؤكد أن هذا یخیب أمل السعودیین، الذین هم علی إستعداد للقتال حتی آخر سوري وأمریكي‌ لإزالة الأسد لكنهم غیر راغبین علی القیام بالكثیر من تلقاء انفسهم.

۴. حینما یتعلق الأمر بعملیة السلام، سیتوجّب علی ترامب أن یدفع لكي‌ یلعب

لقد ظهرت العدید من العوامل لكي تحفز ثقة الرئیس بأن بإمكانه أن یقطع ما یسمیه (الصفقة النهائیة) بین اسرائیل والفلسطینیین، بما في ذلك علاقته المتحسنة جداً مع إسرائیل والمخاوف المشتركة بشأن إیران والجهادیین السنة الذین قد قرّب اكثر بین العرب السنة وإسرائیل. یبدو أن ترامب یرید أن یكون العرب السنة اكثر من واجهة.

في أعین الإدارة، الدول العربیة سوف تقوم بدور اساسي في ما یسمی بمنهج (الخارج – الداخل)، بالدفع نحوه والإقتراح بشأن دعم الفلسطینیین والتواصل مع إسرائیل. یبدو أن هذه الإستراتیجیة مبنیة علی فكرة تكون مشكّك بها إلی حد ما، بأن القضایا الصعبة ‌بین الإسرائیلیین والفلسطینیین – الحدود، القدس واللاجئین – یمكن أن تُبحث بشكل دقیق وحساس او أن تصبح أكثر قابلیة للتطرق نتیجة مشاركة الدولة العربیة في عملیة صنع السلام. وكتجربة حكیمة، قد یكون ترامب علی حق. لكن الثغرات بین المواقف الإسرائیلیة والفلسطینیة حول القضایا الأساسیة هي ربما كبیرة جداً لیتم مد الجسر بینها بأي شيء یرغب به او یقدر علیه العرب الخلیجیین.

قد یكسب ترامب تطوراً مفاجئاً إذا ما رغب الإسرائیلیون او الفلسطینیون بتقلیل مستوی توقعاتهم والتوصّل إلی إتفاق مؤقت مبني علی الحوافز الإقتصادیة بالنسبة للفلسطینیین؛ القیود علی المستوطنات الإسرائیلیة؛ التعاون الأمني المكثّف؛ نقل المزید من اراضي‌ الضفة الغربیة التي تقع تحت السیطرة الإسرائیلیة إلی السیطرة الفلسطینیة؛ وإستئناف محادثات تحدید الوضع النهائي بشأن القضایا الجوهریة.  وقد تساعد الدول العربیة بهذا الخصوص من خلال التواصل مع إسرائیل بشكل تدریجي‌ من خلال ایماءات مثل تأسیس الإتصالات السلكیة واللاسلكیة وتوسیع الإتصالات التجاریة، مع إتخاذ اسرائیل الخطوات للتواصل مع الفلسطینیین. لكن لا توجد فرصة لنجاح هذا المنهج جداً، والذي هو، في الأساس، إستمراراً لمنطق اوسلو الفاشل.

الأرجح، بأن الفلسطینیین سوف یكونوا بحاجة إلی نوع من المعاییر لمحادثات تحدید الوضع الدائمي للقیام بدور في اللعبة المؤقتة، والتي اساساً‌ لا یثقون بها، سیصعب علی الإسرائیلیین القبول بهذه المعاییر. بالإضافة إلی ذلك، سوف یطالب العرب بغطاء للقیام بدور في اللعبة المؤقتة – سواء من خلال الضغط علی الإسرائیلیین للقبول بمبادرة السلام العربیة التي إبتكرتها السعودیة في ۲۰۰۲ (والتي‌ تطالب بدولة فلسطینیة علی أساس حدود یونیو ۱۹6۷ بوجود القدس الشرقیة عاصمة لها) و/او تأیید صریح وكامل من قبل الولایات المتحدة. بإختصار، لو كان ترامب یرید القیام بدور في اللعبة، فسوف یجب علیه أن یدفع  الفاتورة لكي یلعب. بدون عطاء جدید من الإسرائیلیین ایضاً من الصعب تصور تحقیق التقدم المتواصل، ناهیك عن الصفقة النهائیة. في الواقع، عاجلاً أم آجلاً، سیتحوّل التركیز علی عملیة السلام من البحث في المرحلة الإنتقالیة إلی قضیة الوضع النهائي، حیث لا یكون الصراع بین اسرائیل والفلسطینیون فقط، بل ربما بین اسرائیل والولایات المتحدة ایضاً. وعلی أقل تقدیر، هذا سوف یؤدي إلی نوع من الكسور الخطیرة مع واشنطن حینما تقوم اسرائیل بالصد.

من المحتمل أن یعود ترامب من رحلة الشرق الأوسط بشعور إما بالإحباط من حجم المهمة او بالتفاؤل لأن لا أحد من الأطراف یرید إزعاجه (حتی الآن). ربما توجد ارضیة‌ مشتركة كافیة‌ بین أمریكا، إسرائیل والعرب بشأن مواجهة التهدید المنبثق من الإرهاب الجهادي ‌العابر للحدود وإیران، لیتم تجنب التشققات الكبیرة في الإتفاق الإسرائیلي – العربي – الأمریكي غیر الناضج. وبشأن عملیة السلام، ترامب قد یجلب نتانیاهو وعباس لیجلسا معه – لو دفع بذلك الإتجاه – (والذي قد یكون اول إجتماع معلن بینهم منذ ۲۰۱۰) وربما یعلن عن بعض التدابیر التالیة. لكن من هذه النقطة، یبقی هناك طریق طویل جداً نحو (الصفقة النهائیة).

یتخلل الشرق الأوسط بقایا مخططات وأحلام القوی الكبری التي كانت تعتقد بشكل خاطئ أن بإمكانها فرض إرادتها علی القبائل الصغیرة. ربما ترامب سوف ینجح ویرتب نوع من (الصفقة)، كما تمكّن العدید من أسلافه. لكن ترامب قد یجد أن إسرائیل والعرب السنة لیسوا تقریباً بنفس الموثوقیة، الفعالیة، او التكافل الذي یود ذلك، واكثر من الأرجح، ذوي الأجندات متصارعة؛ العناصر التالیة: المحلیون الذین یتجبنون المخاطر ومتلاعبین، والصعوبة المطلقة في القضایا والتحدیات في المنطقة، والسیاسات الداخلیة المحلیة، سوف تثیر المتاعب التي‌ ستمنع التغییر التحویلي. في الواقع، من المحتمل أن ترامب یكتشف بأن المنطقة، مثل الرعایة الصحیة هي اكثر تعقیداً مما كان یعتقد. ومثل اسلافه، تقریباً من المؤكد بأنه سیجد، في أحسن الأحوال، بأن الشرق الأوسط هي مشكلة یجب إدارتها – ولیس التي یجب تحوّلها وفقاً لرغبات الرئیس.