
القلق الامتحاني واثاره النفسية والاجتماعية على اداء طلبة السادس الاعدادي والثالث متوسط
التصنيف: مقالات
تاريخ النشر: 2025-05-12 05:46:33
القلق الامتحاني واثاره النفسية والاجتماعية على اداء طلبة السادس الاعدادي والثالث متوسط مصطفى رحيم الغراوي قسم الدراسات الاجتماعية
تعد المراحل المنتهية في العراق من أكثر المراحل الدراسية حساسية واهمية لما تحمله من انعكاسات على مستقبل الطالب الأكاديمي والمهني حيث تساير هذه المرحلة ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة يتعرض لها الطالب سواء من الاسرة اومن المدرسة والمجتمع حيث تؤدي هذه الضغوط الى ظهور ظاهرة القلق الامتحاني وهي حالة نفسية تؤثر بشكل مباشر على كفاءة الطالب في الاستيعاب والحفظ وأداء المهام اثناء فترة التحضير للامتحانات او خلال الامتحانات.
ان من اهم الاسباب التي تؤدي الى تصاعد القلق الامتحاني لدى طلبة السادس الاعدادي هو الضغط الاسري والاجتماعي اذ غالبا ما يتم تحميل الطالب مسؤولية مستقبل الاسرة بالكامل مما يزيد من توتره ويشعره انه يخوض حرب وليس امتحان ولا مجال للفشل فيها وهذا القلق يخلق حالة من الخوف والنسيان والاخفاق ويزداد الامر سوءا في ظل غياب الدعم النفسي المهني في المدارس وعدم وجود متخصصين في الارشاد التربوي والنفسي وهناك عوامل اخرى مثل الظروف السياسية والاقتصادية في البلاد وعدم استقرار الخدمات التعليمية والانقطاعات المتكررة للأنترنت او تأجيل الامتحانات التي تفاقم من حالة عد اليقين والقلق
ان الاثار النفسية لهذا النوع من القلق لا تتوقف عند حدود التعب او الارهاق بل تصل الى درجات عالية من الاضطراب مثل نوبات الذعر وضعف تقدير الذات والشعور بالفشل والمقارنة بالأخرين حتى قبل الامتحان والانسحاب من العلاقات الاجتماعية والخوف من مواجهة الاخرين والانفعال الزائد وقد يعاني بعض الطلبة من صداع مستمر او الآلام جسدية مثل الألآم المعدة والرقبة واسفل الضهر كل هذه الاثار يسببها القلق، كما يلاحظ بعض المدرسين تراجع مفاجئ في اداء الطلبة المتفوقين نتيجة الضغط النفسي الزائد وغياب المهارات اللازمة للتعامل مع التوتر والمؤسف بعض الحلالات تطورت الى محاولات انتحار فعلية في السنوات الاخيرة حيث سجلت وزارة الداخلية ووسائل الاعلام المحلية حالات لطلبة انهوا حياتهم بعد الرسوب في الامتحان او حتى قبله بسبب شعورهم بأن لا مخرج لهم من هذا المأزق
من خلال ملاحظاتي وتواصلي مع الطلبة واسرهم سجلت عدة تجارب واقعية تبين عمق الاثر النفسي للقلق الامتحاني فطالب مثل احمد وهو في السابعة عشرة من عمره كان يعاني من نوبات هلع متكررة اضطر بسببها الى تناول مهدئات طبية اثرت سلبا على قدرته في التركيز اثناء الامتحان وزينب طالبة اخرى دخلت امتحانها الاول وهي تبكي نتيجة الضغوط العالية من اسرتها مما جعلها تفقد السيطرة على وقتها داخل القاعة الامتحانية واضطرت للخروج دون اكمال الاجابة وهناك ايضا تجربة علياء وهي مدرسة احياء ذكرت ان نسبة كبيرة من طلابها بدت عليهم علامات القلق والانهاك النفسي خلال الاسابيع الاخيرة قبل الامتحانات
بناءا على لابد ان تكون هناك بمجموعة من الإجراءات السريعة التي يجب ان تتكامل على مستوى وزارة التربية والطلبة واسرهم، على مستوى الوزارة ينبغي توفير مرشدين نفسيين في المدارس بشكل الزامي واعادة النظر في نظام التقييم بحيث لا يتم اختزال مصير الطالب في امتحان نهائي واحد، كما من الضروري تنظيم ورش عمل للطلبة حول مهارات ادارة القلق وتنظيم الوقت
اما على مستوى الطلبة فانا ننصح بتنظيم وقت الدراسة بشكل متوازن يتضمن فترات للراحة والنوم الكافي والابتعاد عن السهر المفرط كما ان ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق تساعد كثيرا في تقليل التوتر ويجب على الطالب الا يتردد في طلب المساعدة من معلميه او زملائه عند شعوره بالضغط الزائد اما بالنسبة للأسر فلابد من التحول من اسلوب الضغط والتهديد الى اسلوب الدعم والتشجيع فالكلمة الطيبة والجو الهادئ داخل المنزل يساهمان في رفع قدرة الطالب على التركيز والانجاز كما يجب الابتعاد عن المقارنات بين الابناء وتجنب توجيه رسائل تحمل الطالب اكثر من طاقته. والى جميع الطلبة واولياء الأمور تذكروا ان الرسوب ليس نهاية الطريق