إعادة النظر في التدخل العسكري الأمریكي في الشرق الأوسط

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2017-10-20 19:20:52

رغم أن الشعب الأمریكي قد یكون قلقاً من فكرة (الحروب الأبدیة) في الشرق الأوسط، لكن المصالح الأمریكیة الحیویة تستلزم إستمرار إنخراطها العسكري فيها. من الناحیة الإقتصادیة‌ موارد النفط والغاز الهائلة في المنطقة ذات طابع أساسي بالنسبة للشركاء التجاریین الرئیسیین، وقد یمكن تجاهل دورها في إنتشار وایضاً تصدیر عدم الإستقرار، التطرّف العنیف، والإرهاب علی حساب المخاطرة بالنفس فقط. منذ الحادي‌ عشر من سبتمبر، لقد تعلّمت الولایات المتحدة بالطریقة الصعبة بأن ما یحدث في‌ الشرق الأوسط لا یبقی في الشرق الأوسط.

لكن، لم تتعامل الولایات المتحدة بشكل مؤثر جداً‌ مع التحدیات الأمنیة في المنطقة في عهد بعد الحادي عشر من سبتمبر – من محاربة الشبكات الإرهابیة العابرة للحدود، حتی إلحاق الهزیمة بالتمرّد المرن، او تحدیات بناء الدولة والبلد. لقد ساهمت تدخلاتها (وفي بعض الأحیان، فك الإرتباط) في ظهور الدول الضعیفة في العراق، لیبیا وسوریا، في‌ حین تزاید الإرهاب الموجود في المنطقة والصادر منها بشكل دراماتیكي منذ الحادي‌ عشر من سبتمبر. ینبغي أن یقوم صانعي السیاسة الأمریكیة بإعادة تقییم طریقة التفكیر، التنظیم، والسلوك العسكري للادارة الأمریكیة في المنطقة لكي تتعزز المصالح الأمریكیة بشكل أفضل في جزء من العالم والذي لا یزال ذو أهمیة حیویة بالنسبة لها.[1]

هذا یعني تطویر فهم أفضل حول الثقافة والسیاسة في المنطقة (او البیئة العملیاتیة، كما یتم الإشارة إلیها في الجیش) وخاصة أعمال نظام الدولة «غیر الویستفالية» والتي تقوم فیها البلدان في الشرق الأوسط غالب الأحیان بالتدخل في أمور بعضها البعض، والإنضمام إلی الفریق الرابح (بشكل متكرر بمساعدة القوی الخارجیة) لتمنع الأعداء من توطید النجاحات العسكریة، ولكي تحول دون ظهور هیمنة إقلیمیة.[2]

تفاقمت هذه الإنتماءات في ۲۰۱۰-۲۰۱۱ في الإنتفاضات العربیة، وتكاثر الدول الضعیفة والفاشلة التي جاءت في أعقابها، والتي سمحت لمجموعات مثل الدولة الإسلامیة‌ (داعش) والقاعدة بتأسیس نفسها في المناطق غیر الخاضعة للسلطة، ومكّنت تدخّل الدول العربیة الناشطة جدیداً مثل العربیة السعودیة، الإمارات العربیة‌ المتحدة، وقطر (وایضاً القوی غیر العربیة مثل تركیا، إیران، وروسیا) في الصراعات في أنحاء المنطقة. لقد اصبحت الصراعات اكثر تعقیداً وترابطاً، مما أدّی إلی ظهور «نظام صراع» إقلیمي یمتد من افریقیا جنوب الصحراء حتی جنوب آسیا، والذي یتم فیه تنقّل الأسلحة، المقاتلین الأجانب، التكتیكات والتقنیات، والمقاتلین من صراع إلی الآخر، والذي غالباً ما ینشّط ویفاقم حروب النیران  المفاجئة هذه ویعقّد المساعي لحل هذه الصراعات.

لهذا السبب، یجب علی صانعي السیاسة الأمریكیین التخلي عن «التوجه نحو الحل» – السعي الأمریكي المثالي والمتأصّل لحل مشاكل الشرق الأوسط – وتكوين توقعات متواضعة بشأن ما قد تحقّقه التدخلات العسكریة في المنطقة، خاصة ضد الإرهاب المرن والشبكات المتمردة المرنة. نظراً‌ للزخم الموجود وراء العنف، لا یمكن حل معظم صراعات الشرق الأوسط، بل یمكن مجرّد إدارتها – علی الأقل في الوقت الراهن – .

لكن، هذه الدینامیكية تعمل في كلا الإتجاهین، وتخلق الفرص للولایات المتحدة لدحر مكاسب أعداءها، إن كانت ترغب في فعل ذلك، كما سیكون هناك دائماً أطراف متناحرة تبحث عن رعاة أجانب. ومع ذلك، المنطقة‌ لیست ذاتیة التنظیم، ومن أجل حدوث ذلك ستحتاج الولایات المتحدة إلی العمل مع الشركاء المحلیین ضد أعداءها، تماماً كما فعلت في وجه الإتحاد السوفیتي في الشرق الأوسط في العقد ۱۹۷۰ وفي أفغانستان في العقد ۱۹۸۰.

 
  

 

 

* مایكل أیزنشتات هو زمیل في Kahn ومدیر برنامج الدراسات العسكریة والأمنیة في معهد واشنطن لسیاسة الشرق الأدنی. هذه المقالة تستند علی دراسته الأخیرة (التي تمت كتابتها بالإشتراك مع السفیر جیمس جیفري) بعنوان المشاركة العسكریة الأمریكیة في الشرق الأوسط الكبیر (معهد واشنطن لسیاسة الشرق الأدنی، ۲۰۱6)

الإخفاقات الأمریكیة

لقد أدّی الفهم غیر المناسب حول البیئة العملیاتیة إلی خطوات خاطئة في السیاسة واداء دون المستوی من قبل الولایات المتحدة في عدد من المناطق. السیاسات الأمریكیة تجاه دمشق وطهران قد خلقت تصوراً حول إنحیاز الولایات المتحدة إلی إیران ودعمها الضمني لبقاء بشار الأسد ونظامه، مما یوفّر لداعش نعمة التجنید ویعیق القتال العسكري ضدها. لقد تم إعاقة المساعي لردع الخصوم وتطمین الشركاء من خلال فشل واشنطن في المحافظة علی مصداقیة التعهدات السابقة، مثل (الخط الأحمر بشأن الأسلحة الكیمیائیة في سوریا عام ۲۰۱۲) والتصوّر بأنها تتخلّی بسرعة عن الشركاء التقلیدیین (مثل الرئیس المصري حسني مبارك) وتحتضن الخصوم (مثل إیران، ومؤخراً، روسیا).

في مساعدتها لقوی الأمن، تتجاهل الولایات المتحدة في معظم الأحیان المیول الثقافیة والإحتیاجات التشغیلیة لدی شركاءها خلال محاولة تشكیل الجیوش التي تكون نسخ مصغرة متماثلة للقوی المسلحة الأمریكیة، في حین كانت نظام المبیعات العسكریة الأجنبیة في معظم الأحیان بطیئة في الإستجابة لإحتیاجات حلفاءها العاجلة، مما یتسبب بإتجاههم نحو المصادر الأخری، مثل روسیا، من أجل السلاح. كما أنها لم تركز بصورة كافیة علی الأنشطة المعلوماتیة، والتي هي الخط الحاسم للعملیات بالنسبة للكثیر من اعداءها ومنافسیها (مثل داعش، القاعدة، إیران، وروسیا)، وقد عملت بشكل ضعیف في إتصال أنشطتها المعلوماتیة بأنشطتها في المجالین الدبلوماسي والعسكري. نتیجة لذلك، لم تفعل ما یكفي لتقویض جاذبیة مجموعات مثل الدولة الإسلامیة (داعش)، ونفوذ المنافسین الإستراتیجیین مثل إیران.

كان لهذا التقییم عدد من التداعیات بالنسبة (لطریقة الحرب) الأمریكیة، بالنسبة لكیفیة توظیف الأداة العسكریة في الشرق الأوسط، او بالنسبة لحربها المتواصلة ضد المجموعات السلفیة الجهادیة مثل داعش والقاعدة.

نهج جدید

اولاً: صناع القرار السیاسي بحاجة إلی كسر طریقتهم الثنائیة في التفكیر بشأن (الحرب والسلام)، (الإنتصار والهزیمة)، والصراعات (النظامیة وغیرالنظامیة). هذه النقلة اساسیة من أجل النجاح في ‌منطقة غالباً‌ ما تكون الحدود بین هذه المصطلحات فیها غیرواضحة، وحیث من المحتمل أن تسفر الصراعات عن نتائج غامضة. علی وجه الخصوص، یجب أن تعرف الولایات المتحدة بأن صراعها ضد المجموعات السلفیة الجهادیة طویل الأمد. الكثیر من الأتباع الأكثر إلتزاماً بهذه الإیدیولوجیة هم في سن المراهقة والعشرینیات، وسیحضروا الى الحرب في العقود القادمة. رغم أن إلحاق الهزیمة العسكریة لجیش الدولة الإسلامیة (داعش) والقضاء علی ما یسمی بالخلافة هو شرط لازم للإنتصار، لكنه لیس كافیاً. بل، یجب فضح ایدیولوجیة وتوجهات الحركة السلفیة – الجهادیة. الحاق الهزیمة العسكریة بالمنظمات التي تعمل بإسم الإیدیولوجیة هي الخطوة الأولی في هذا الإتجاه. لكن الولایات المتحدة بحاجة إلی فهم عملیة حصول الإیدیولوجیات المتطرفة من خلالها علی الجاذبیة وبعد ذاك وفي النهایة خسارة جاذبیتها، لكي تؤثر علی هذه العملیة بشكل افضل.

ثانیاً: یجب أن یتوقف صناع القرار السیاسي من البحث عن حلول تكتیكیة وتكنولوجیة ((كما تجسّد في «Third Offset Strategy»[3].

(النوع الثالث من الإستراتیجیة التي تهدف إلی تغییر مسار المنافسة العسكریة خاصة، حیث یتم فیها إدخال نقاط القوة من اجل كسب الإنتصار في حرب ما وفي نفس الوقت الحصول علی القدرة الكافیة لمنع وقوع الحرب. في هذا النوع نری التركیز علی العنصر التكنولوجي من خلال مبادرة تشكیل برنامج أبحاث طویلة الأمد وتخطیط التنمیة، والذي یركز علی مجالات تكنولوجیة متعددة) لوزارة الدفاع)) بالنسبة ‌للصراعات ذات الدوافع السیاسیة – مثل الصراع ضد المجموعات السلفیة – الجهادیة – حیث التكنولوجیا، رغم أهمیتها، تكون أقل أهمیة من الذكاء السیاسي والثقافي والغزائز الجیوسیاسیة السلیمة. لا یمكن أن تعوّض البراعة التكتیكیة الأمریكیة وسحر التكنولوجیا العالیة، ونقل الأسلحة الأمریكیة والتطمینات الشفهیة إلی الشركاء والحلفاء، عن الأخطاء الفادحة التي لها آثار إقلیمیة في النطاق وجیوسیاسیة في الحجم. بدایة الحكمة هو تفهّم هذا الأمر – وتجنّب إتخاذ الخطوات الجیوسیاسیة الخاطئة مثل تصرّف امریكا المتخبط في أعقاب غزو عام ۲۰۰۳ للعراق والإطاحة بالرئیس اللیبي، القذافي، في‌ ۲۰۱۱، فك إرتباطها من العراق بین ۲۰۱۱ و2014 – والذي مكّن ظهور الدولة الإسلامیة، وفشلها في دعم المعارضة غیر السلفیة في سوریا، والذي ساهم في أكبر حشد جهادي في العصر الحدیث.

ثالثاً: تحتاج الولایات المتحدة إلی تطبیق نهج «البصمة الخفیفة»[4] القوي‌ بما یكفي للحفاظ علی الزخم ضد الدولة الإسلامیة (داعش) والقاعدة، لردع إیران وعملاءها، لجلب الشركاء الإقلیمیین، ولتعزیز ومساندة الدبلوماسیة، ولكن أن یتم فعل ذلك دون أن یترتب علیه الإستثمار غیر المحتمل بالدماء والأموال. یمكن نجاح مثل هذا النهج فقط إذا عملت امریكا بشكل مماثل أكثر لأعداءها – العمل «ب‍، مع وعبر» الشركاء والعملاء المحلیین لتحقیق المكاسب التدریجیة. هذا یعني إضفاء الطابع الرسمي والتعدیلات المخصصة للطریقة التقلیدیة الأمریكیة في الحرب التي تشكلت منذ شن معركتها ضد الدولة الإسلامیة في العراق وسوریا‌ في ۲۰۱4. وهذا یعني إعادة التفكیر في نهج الولایات المتحدة بشأن مساعدة القوی الأمنیة ودعم القوی غیر النظامیة المشاركة في حملات الحرب غیر التقلیدیة. للولایات المتحدة نجاحات بارزة في كلا المجالین، وهي بحاجة إلی تجنّب تكرار إخفاقاتها في تدریب القوی الأمنیة العراقیة والمعارضة السوریة.[5] النهج الذي یعتمد علی الشركاء والعملاء المحلیین سوف یضمن إستدامة المشاركة المستمرة الأمریكیة في المنطقة، وإحتفاظها بالمرونة اللازمة لمواجهة حالات الطوارئ العسكریة في أي مكان آخر في العالم.

رابعاً: إلی الدرجة التي‌ یسعی فیها كل من أعداء امریكا الأساسیین – المجموعات السنیة السلفیة – الجهادیة مثل الدولة الإسلامیة (داعش) والقاعدة من جهة، وإیران الشیعیة الرادیكالیة من جهة أخری – نحو تقویض نظام الدولة العربیة، من مصلحة الولایات المتحدة دعم ما تبقی من الدول القویة في المنطقة (مصر، اسرائیل، الأردن، تركیا، ودول الخلیج)، فضلاً عن الجهات الفاعلة غیر الحكومیة، مثل حزب الإتحاد الدیمقراطي السوري، الذي یمكنه مسك الأرض، الحكم بطریقة مقبولة بالنسبة للسكان المحلیین، وقتال المجموعات المتطرفة مثل الدولة الإسلامیة (داعش) والقاعدة. وفي المناطق التي شهدت فشل الدولة، یجب علی الولایات المتحدة العمل ضد المزید من التشرذم من خلال متابعة الترتیبات السیاسیة المستدامة بین الجهات الفاعلة المتسقة مع مصالح الولایات المتحدة. لكن، الفوضی التي تجتاح المنطقة الأن، هي مشتقة من التغییرات البنیویة في توازن القوة بین الحكومات والمعارضة في المجتمعات المنقسمة بعمق أكثر في المنطقة، والتي تقودها العولمة والتغییر التكنولوجي. هنا، ستحتاج واشنطن إلی أن توفّق نفسها مع الواقع الجدید والمستدام: سیكون التشرذم السیاسي واللامركزیة السائدة في المنطقة الیوم «حالة اعتيادیة جدیدة» دائمة بالنسبة لأجزاء كبیرة من الشرق الأوسط.

خامساً: الأنشطة المعلوماتیة ذات أهمیة حاسمة بالنسبة للدولة الإسلامیة، القاعدة، وإیران، ونُسجت في جمیع أنشطتها. في مقابل ذلك، یبقی تمویل الولایات المتحدة لأنشطتها في المجال المعلوماتي تحت المستوی المطلوب. بصورة عامة، فشلت في أن تفوق علی الآثار الممیتة لعملیاتها العسكریة ضد الدولة الإسلامیة (داعش)، بخلق آثار حاسمة وغیرممیتة في المجالات النفسیة والمعلوماتیة. وفشلت علی أن تتحدی السرد النووي لطهران بشكل فعال اثناء المفاوضات التي أدت إلی الإتفاق النووي مع إیران في 2015، وبعد ذلك. یجب علی الولایات المتحدة تخصیص المزید من الموارد المساعي لتأطیر السرد فیما یتعلق بالصراع مع المجموعات السلفیة – الجهادیة مثل الدولة الإسلامیة والقاعدة، فضلاً عن تنافسها الإستراتیجي مع إیران. ویجب أن تتذكر أن الأعمال تتحدث اعلی من الكلمات. الفجوة التي تتّسع بین الكلام والعمل في السیاسة الأمریكیة (المتجسّدة في دعم واشنطن الضئیل للمتمردین السوریین اثناء الدعوة برحیل الرئیس الأسد، الوعود ب‍(تدمیر) الدولة الإسلامیة (داعش) بمعركة عسكریة یتم تمویلها تحت المستوی المطلوب، والتعهدات غیر المتحققة لصد الأنشطة الإقلیمیة الإیرانیة بعد إبرام الإتفاق النووي مع طهران)، قوّض مكانتها بین كل من الأصدقاء والأعداء. مشكلة الولایات المتحدة لیست في الصورة فقط – إنّما لدیها مشكلة واقعیة.[6]

في النهایة، في حین أن التجربة الأمریكیة في العراق وأفغانستان قد سببت تشاؤم الكثیرین بفكرة الأجندات التحویلیة، لكن لا یمكن تفاديها – رغم أن في هذه المرة یجري الأمر دون المحاولات المكلفة للإحتلال وبناء الدولة – لو كان القرار هو نجاح الولایات المتحدة في الشرق الأوسط. یجب علی الولایات المتحدة أن لا تقوم فقط بتحول ثقافتها الإستراتیجیة للتعامل بشكل افضل مع التحدیات العسكریة والحكومیة التي تواجهها في المنطقة، بل یجب علیها العمل مع الشركاء الإقلیمیین المتورّطین لكي یحوّلوا مبدأ المحصلة الصفریة، وحصد كل شيء من قبل الفائز في الثقافة السیاسیة، والتي ولّدت الكثیر جداً من الصراعات الإقلیمیة. القیام بذلك هو الشرط الأساسي لتمكین ظهور سیاسة التسویة، الإدماج، والإعتدال (إن لم نقل الدیمقراطیة). تحدید كیفیة تعزیز عملیة التغییر العضوي هذه – في وقت تتغیر فیه الثقافة السیاسیة الأمریكیة بطرق محیرة احیاناً- قد یكون التحدّي الطویل الأمد الأصعب الذي تواجهه الولایات المتحدة في المنطقة.

1 Linda Robinson et al., Improving Strategic Competence: Lessons from 13 Years of War (Santa Monica: RAND, 2014), http://www. rand.org/content/dam/rand/pubs/research_reports/RR800/RR816/ RAND_RR816.pdf.

 

2 James Jeffrey and Michael Eisenstadt, U.S. Military Engagement in the Broader Middle East, (Washington, DC: Washington Institute for Near East Policy, 2016), http://www.washingtoninstitute.org/up- loads/Documents/pubs/PolicyFocus143_JeffreyEisen-4.pdf.

 

3 Bob Work, “The Third U.S. O set Strategy and Its Implications for Partners and Allies,” speech at the Willard Hotel, Washington, DC, January 28, 2015, http://www.defense.gov/News/Speeches/Speech- View/Article/606641/the-third-us-offset-strategy-and-its-implications-for-partners-and-allies.

 

[4]  Maj. Fernando M. Lujan, Light Footprints: e Future of U.S. Military Intervention (Washington DC: Center for a New American Security, 2013), http://www.cnas.org/files/documents/publications/CNAS_LightFoot-print_VoicesFromTheField_Lujan.pdf.

 

[5] Jeffrey and Eisenstadt, U.S. Military Engagement in the Broader Middle East, 87-96.
6 Seth Kaplan, “ e Return of the ‘Old Normal’ in International Politics,” unpublished manuscript, November 2016.

[6] Jeffrey and Eisenstadt, U.S. Military Engagement in the Broader Middle East, 97-103.