اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2024-04-15 09:54:12

الباحث : أحمد مزاحم هادي

مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية

تعٌد الكراهية بشكل عام ظاهرة خطيرة تؤثر في الفرد والمجتمع بشكل سلبي، إذ تعمل على زيادة التوترات والصراعات وتقوض العلاقات الإنسانية وتمزق النسيج الاجتماعي، وهو ما يعكس ضعفاً في الفهم والاحترام المتبادل بين البشر، إذ يعكس اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية رغبة المجتمع الدولي في التصدي لهذه الظاهرة وتعزيز قيم التسامح والتعايش، فعندما نتحدث عن الكراهية، فإننا ندخل إلى عالم من العواطف السلبية التي قد تؤدي إلى تدمير العلاقات الإنسانية وإشعال نيران الصراعات والحروب بين المجتمع الواحد و بين دول العالم، لذا، تأتي أهمية اليوم العالمي ضد الكراهية في تسليط الضوء على هذه المشكلة الخطيرة ودعوة الناس إلى التفكير في تأثيراتها والعمل على محاربتها.

جاء في الذكر الحكيم ايات بينات توضح النهي عن الفتنة وتاويل الايات المحكمات بما تشتهي انفسهم في قوله تعالى:

(هو الذي أنـزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ﴾ [ آل عمران7]

يوافق 15 آذار من كل عام اليوم العالمي لمكافحة رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا). ويصادف هذا التاريخ أيضا الذكرى الرابعة للاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، عندما قتل مسلح 51 مصليا مسلما في مسجدين وجرح 40 آخرين.

تشير الإحصائيات إلى أن هناك زيادة في حالات التمييز والكراهية في العديد من المجتمعات حول العالم، سواء بسبب العرق، أو الدين، أو التوجه الجنسي. هذا يستدعي تعزيز الوعي بأهمية مكافحة الكراهية وتعزيز ثقافة الاحترام والتعايش المشترك، اذ يتطلب محاربة الكراهية تعاوناً واسعاً بين الحكومات، والمؤسسات الدينية، والمجتمع المدني، وحتى الفرد داخل الاسرة له دور فعال في التصدي لمثل هكذا افكار تشجع  للكراهية وعدم تقبل الاخر، سواء من خلال تعزيز الوعي والتعليم حول أضرارها، أو من خلال تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.

إنها مسؤولية جماعية يجب أن نعمل جميعاً من أجل تحقيقها، ويمكن أن تشمل الجهود المبذولة تعزيز التعليم والتوعية، وتشجيع الحوار بين الثقافات المختلفة، وتفعيل القوانين والسياسات التي تحمي حقوق الإنسان والمساواة، علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي وسائل الإعلام دوراًهاماً في تغيير النماذج النمطية السلبية وتعزيز رسائل إيجابية حول التسامح والتعايش السلمي اذ تعتبر الاعمال الدرامية والاعلام بشكل عام النافذة الاسرع في ايصال الافكار والمعتقدات الى العالم.

وفي خطاب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، قال ما نصه: "يجب على القادة أن يدينوا الخطاب التحريضي المؤجج للنعرات وأن يحموا الحرية الدينية، ويجب على المنصات الرقمية أن تطبّق ضوابط على المحتوى الذي يحضّ على الكراهية وأن تحمي المستخدمين من المضايقات. ويجب على الجميع أن يتّحدوا لمكافحة التعصب والتنميط والتحيّز"

نختم بقول علي ابن ابي طالب (ع) إلى مالك الاشتر، يامالك أن الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، والذي استند علية الأمين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان في قوله أن هذه العبارة: (يجب أن تعلق على كل المنظمات أو هي عبارة يجب أن تنشدها البشرية).