العلاقات العامة والتصدي للشائعات

التصنيف: مقالات

تاريخ النشر: 2024-04-04 17:31:47

م.د.محمد جبار زغير
[email protected]
قسم دراسات التطرف العنيف  
مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية 
     تمثل العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية حلقة الوصل بين المؤسسة والجمهور، والتي تحتاج اليها المؤسسة في التعامل مع الجمهور على المستوى الداخلي والخارجي. وهي الجهود الاتصالية المقصودة والمستمرة والمخططة والتي تقوم بها إدارة المؤسسة، وتهدف للوصول إلى تفاهم متبادل، وثقة متبادلة، ومنفعة متبادلة.
     وكذلك تهتم في بناء الثقة بين المؤسسة والجمهور، وتكوين السمعة الطيبة للمؤسسة، ومد جسور التعاون والتواصل الاستراتيجي، فضلاً عن تنمية العلاقات الطيبة بين الجماهير العاملين بعضهم البعض من جهة، وبينهم وبين الإدارة العليا من جهة أخرى.
    أما الشائعات فتهدد المنظومة القيمية والأمنية للمجتمع، وتمثل رواية أو قصة أو خبر يتناقله الأفراد دون أن تركز على المصدر الموثوق، وصحة المعلومات، ويستخدم الأسلوب اللفظي ووسائل الإعلام أثناء انتشارها، وتمثل الركيزة الأساسية للحرب النفسية والتي تستخدم في أوقات السلم والحرب على حد سواء.
ومن أجل توظيف العلاقات العامة في التصدي للشائعات، نحتاج إلى تفعيل وظائف العلاقات العامة في المؤسسات الأمنية، وهي:
1. البحث: ويعني جمع وتحليل ودراسة اتجاهات الرأي العام، ومعرفة آرائهم، حتى يمكن الحصول على حقائق صحيحة تساعد في التصدي للشائعات. 
2. التخطيط: رسم السياسة والبرامج الخاصة بالعلاقات العامة في إطار السياسة العامة للمؤسسة وخططها القادرة على مواجهة المشكلات.
3. الاتصال: القيام بالاتصال بالجماهير المستهدفة، وتحديد الوسائل الإعلامية المناسبة لكل جمهور.
4. التنسيق: ويعني التنسيق بين الإدارات المختلفة لتحقيق التفاهم بينها، من أجل تحقيق الأهداف.
5. التقويم: قياس النتائج الفعلية لبرامج العلاقات العامة، والقيام بالإجراءات الصحيحة لضمان فعالية البرامج وتحقيقها لأهدافها، ومدى معالجاتها للمشكلات التي تتعرض لها مؤسسات الدولة والمجتمع.
     ومن خلال تفعيل وظائف العلاقات العامة في المؤسسات الأمنية، نستطيع التصدي للشائعات عن طريق: ابراز الصورة الحقيقية للمنجز الأمني من خلال وسائل الأعلام والرد على الاخبار المضللة والزائفة والمشككة والتي تستهدف الأفراد والمجتمع والمؤسسات، وتنوير الرأي العام وأن يكون بمثابة حائط صد للشائعات والتزييف الذي يحدث عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي، والاستمرار في الرصد والتحليل للشائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي والرد عليها بشكل مباشر من خلال تقاطع المعلومات مع الجهات ذات العلاقة، وتوظيف الوسائل الاتصالية للعلاقات العامة بالشكل الأمثل للتصدي للشائعات، والحضور الميداني للإعلام في الأماكن الحقيقة للرد بسرعة على أي شائعة، لأنه كلما مر الوقت فإن الاخبار الزائفة تنتشر وتكبر ويضاف إليه شيء جديد، والاستعانة بالمؤسسات الفنية والثقافية في انتاج الأفلام القصيرة والرسوم للتصدي للشائعات والاخبار المضللة والزائفة.
والاستفادة من الوسائل الاتصالية الأخرى، مثل: منصات التواصل الاجتماعي، والمعارض، والصور، والمواد الإيجابية التي يمكن أن تعرض في وسائل الإعلام، وايصال المعلومات الصحيحة للجمهور.