واقع التعليم الابتدائي في العراق .. و الحلول المطروحة

التصنيف: ورش العمل

تاريخ النشر: 2017-10-20 19:13:39

ضمن نشاطات القسم الاجتماعي التي اقيمت في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية عقدت ورشة عمل في مقر المركز في بغداد يوم الاربعاء المصادف 15/3/2017  حيث شهدت  الورشة مناقشات معمقة لواقع التعليم الابتدائي في العراق وكانت محاورها هي  التعليم في المناطق المحررة ” ما بعد داعش ” ، تسرب الاناث من المدرسة والهروب نحو المجهول بالإضافة الى مناقشة المناهج الدراسية وسبل تطويرها و شارك في الورشة ممثلين عن كل من مجلس النواب العراقي ، ممثلين  عن وزارة التربية في بغداد ، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، المنظمة النرويجية ، منظمة RIRP ، وعدد من منظمات المجتمع المدني بالإضافة الى اساتذة واكاديميين وممثلين لعدد من منظمات المجتمع المدني وعدد من الاعلاميين  وعقدت الورشة بحضور مدير مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية .

ناقشت الورشة في محورها الاول ورقة العمل التي تقدم بها الدكتور حسين سالم مكاون / مسؤول الجودة ومدير التخطيط في وزارة التربية  والتي تناولت  واقع التعليم في المناطق المحررة ” مابعد داعش ”  حيث  قدم موجزاً عن واقع التعليم في العراق قبل عام 2003  لافتاً الى ان العراق العريق بحضارته كان قبلة للمتعلمين منذ القدم وان نظامه التعليمي  كان من افضل الانظمة  في الشرق الاوسط حسب تصنيف منظمة اليونسكو عام 1975 .

داعش قوضت اسس التعليم وبلغت نسبة المتسربين اكثر من 70%

وفي معرض حديثه عن مرحله مابعد العاشر من حزيران 2014 اوضح ان محافظة نينوى من المحافظات التي تميزت بنظام تعليمي  رصين حيث بلغ عدد الطلبة حسب اخر احصاء لوزارة التخطيط عام 2013 مايقارب ( 800000 ) طالب وطالبة متوزعين على مدن واقضية المحافظة مضيفاً ان ماقامت به عصابات داعش الارهابية عند اجتياحها للمحافظة هو تدمير لاسس هذا النظام حيث شملت جرائمه حرق الكتب المنهجيه امام المواطنين ، استحداث وزارة للمعارف وديوان للتعليم في المحافظة رفع تقليص مدة التعليم الابتدائي والمتوسط من 12 الى 9 سنوات فقط فضلاً عن استغلال ابنية المدارس وتغيير المناهج الداراسية بمناهج تروج للعنف والتكفير كما حولت التعليم من مجاني الى تعليم مقابل ثمن يختلف باختلاف المراحل الدراسية وكانت حريصة على رفع شعار” الدولة الاسلامية باقية ” في كل المدارس .

واضاف الباحث في ورقته ان السنوات الثلاث التي فرضت فيها تلك العصابات سيطرتها على اجزاء من العراق تركت اثار واضحه على الطلبة  منها جسدية كارتفاع نسبة الاصابات جراء الالغام والعبوات الناسفة  واثار نفسية تمثلت في التهجير والاختطاف والاغتصاب  الامر الذي يتطلب رسم خطة واضحه لمعالجة هذه الاثار ومحاولة النهوض بالواقع المتردي في تلك المناطق موضحاً ان وزارة التربية اتخذت جملة من الاجراءات الكفيلة بتخفيف معاناة الطلبة منها : فتح ممثلية للتربية في اقليم كردستان  واستقبال لاستقبال الطلبة والكوادر التربوية من النازحين ، تسهيل قبول الطلبة النازحين بالاوراق الثبوتية المتوفرة ، تزويد الطلبة النازحين بالكتب والقرطاسية ، منح المعلمين رواتبهم ، توفير مناهج ميسرة ومضغوطة بالتعاون مع اليونسكو ، اقامة دورات  تنشيطية للمعلمين والتدرسيين في المناطق المحررة ،اصدار دليل انشطة لاصفيه تهدف الى اعادة الطفل النازح الى واقعه وعالجة اثار الصدمه  فضلاً عن السماح باجراء امتحانات ” سبر المعلومات ”  للطلبة حسب العمر والمرحلة وتشكيل لجان من المديريات العامة للاشراف عليها .

وفي ختلم عرضه لورقته تقدم الباحث باهم المقترحات والمعالجات لواقع التعليم الابتدائي لمرحلة ما بعد داعش وكانت :

–     تهيئة البنى التحتية من مدارس ومؤسسات

–     عودة النازحين

–     القيام بحملة لتوزيع الكتب والقرطاسية للطلبة لحثهم على الدراسة

–     دورات سريعه لتاهيل الطلبة والمعلمين

–     ضغط العام الدراسي والمناهج الدراسية على ان لا يكون على حساب المادة العلمية .

تسرب الاناث ظاهر ليست جديدة لكنها في ازدياد

في المحور الثاني للورشة تقدمت الاستاذه والدكتورة في علم الاجتماع / جامعة بغداد فهيمة كريم رزيج بملخص عن بحثها الموسوم  تسرب الاناث من المدرسة هروب نحو المجهول ” رؤية سايكلوجيه ” حيث استهلته ببيان لاسباب تسرب الاناث على من المدرسة وعزت ذلك لاسباب ذاتية منها عدم الرغبة في التعلم ، ضعف القابلية ، الحاجه للعمل  واسباب موضوعية تتعلق بالوضع الامني ، عدم الاستقرار الجغرافي جراء النزوح ، عدم وجود شخص يساعد على الدراسة في الاسرة ، العناية بافراد الاسرة والمساعدة في الاعمال ، العقاب البدني والمعنوي من قبل المعلمين اكتضاض القاعات الدراسية وعدم تلبية المناهج الدراسية للاحتياجات والميول .

واشارت الباحثة خلال مناقشتها لغياب  الاحصاءات الدقيقة لنسب التسرب للاناث وهو امر يجب اخذه بالحسبان  عند محاولتنا ايجاد الحلول   مع الاخذ بنظر الاعتبارايضاً  ارتفاع نسبة المتسربات في المجتمع الريفي قياساً بالمجتمع الحضري لاسباب تتعلق بالثقافة المجتمعية .كما ركزت في البحث على الوضع القانوني للمتسرب  مستعرضةً اهم التشريعات الدستورية والقوانين الوطنية التي تعالج ملف التعليم كقانون التعليم رقم 118 للسنة 1976 والمادتين 29/ 2 و 30/ ثانيا من الدستور العراقي النافذ لعام 2005 والذي لمت ظاهرة تسرب الاناث تحديداً بل تحدثت عن نظام التعليم والتزام الدولة تجاه الافراد بكفالة ووقاية الفرد من الجهل .

وفي الختام تقدمت الباحثة بتوصيات كان اهمها :

–     بناء تصور ستراتيجي لواقع التعليم في العراق يستوعب المشكلات الحالية والمتوقعة ويكون لتعليم الاناث نصيب من هذا التصور .

–     تفعيل قانون التعليم الالزامي ليشمل الدراسة المتوسطة .

–     صياغة مشروع قانون يعالج ظاهرة التسرب

–     القيام بحملة شاملة لحصر اعداد المتسربات بالتعاون مع مجالس المحافظات .

–     بناء مدارس في المناطق الريفية تنسجم والطبيعة البيئية للمنطقة .

–     حل مسالة المدارؤس الطينية .

–     التركيز على وجود الباحثة الاجتماعية في كل مدرسة .

–     اعادة العمل بنظام التغذية المدرسية .

–     توعية الاسر بمخاطر تسرب الاناث من المدارس

–     اعادة النظام بالتعليم السنوي

–     معالجة الاكتضاض داخل الصف

المناهج الدراسية عامل مهم في بناء الشخصية الوطنية

تناول المحور الثالث احدى ركائز النظام التعليمي بعد الطالب والمدرسة الا وهي المناهج الدراسية حيث تم مناقشة هذه الموضوع عبر الورقة التي تقدم بها كل من الدكتور حسن محمد سميان والدكتور مجيد صادق العلاق والموسومة ” المناهج الدراسية وتطورها والتي قدمها بالنيابة عن الباحثين الدتور حسن سالم مكاون .

تناولت الورقة دور المناهج الدراسية في بناء شخصية التلميذ وبالتالي المساهمة الفاعلة في بناء الشخصية الوطنية الامر الذي يفرض علينا ضرورة مراعاة التجدد والحداثة بشكل دائم بشكل ينسجم ودور المناهج في تنمية قدرات الفرد لمواجهة البيئة والمستقبل .

تم استعرضت الورقه اهم التطورات التي طرأت على المناهج العراقية بعد عام 2003 واهمها مرحلة اعادة تاليف المناهج الدراسية عام 2005 وتضمين المناهج لفلسفة واهداف تربوية عام 2008 بالاضافة الى استحداث المناهج الالكترونية ونشرها على موقع وزارة التربية لتكون بمتناول الجميع ، كما حرصت وزراة التربية على طباعة دليل المنهج لكل مادة ليكون خير مرشدٍ للمعلم في تقديمه للمادة وايضاحها للطالب .

واكد الباحث في ورقته على اهمية تحليل المضمون للمناهج واخراجها ىبشكل فني يتواكب مع الحداثة  ومراعاة المعايير الدولية في صياغة المناهج قدر الامكان وبما يتواءم والاهداف الوطنية لنظام التعليم في العراق .

 

وفي الختام فتحت ابواب المناقشة وتقدم السادة الحضور بمداخلات واسئلة تمحورت حول الاوراق المقدمة  وخرجت الورشة بجملة من التوصيات التي تهدف للارتقاء بالمستوى التعليمي بشكل عام والابتدائي بشكل خاص من خلال تقديم المعالجات الممكنه